زايو سيتي: إلياس عمراوي
في قلب حي سوكرافور بمدينة زايو، تقع حديقة 11 يناير، إحدى المساحات الخضراء التي كانت يومًا متنفسًا حقيقيًا لساكنة المنطقة، وملاذًا هادئًا من ضجيج الحياة اليومية وحر الصيف اللاهب. غير أن هذه الحديقة، التي كانت توصف بالغناء لجمالها وتنوع غطائها النباتي، أصبحت اليوم تعاني في صمت من الإهمال والتهميش.
ورغم ما تتميز به من أشجار متنوعة ومختلفة تزين أرجاءها وتمنحها طابعًا بيئيًا خاصًا، فإن الزائر لحديقة 11 يناير يصطدم بجملة من النواقص التي أفقدتها بريقها وجاذبيتها:
الكراسي الإسمنتية التي كانت توفر للزوار لحظات من الراحة والاستجمام، بدأت تتآكل وتتلاشى، مما يهدد سلامة مرتادي الحديقة.حاويات الأزبال لم تعد صالحة للاستعمال، وهو ما ينعكس سلبًا على نظافة المكان وجماليته.
الأشجار والنباتات بدت في حالة ذبول واضحة نتيجة غياب السقي المنتظم، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي يعرفها فصل الصيف.
الإنارة العمومية تعاني من ضعف كبير، بل إن بعض الأعمدة لا تضيء إطلاقًا، مما يجعل الحديقة غير آمنة خلال ساعات المساء والليل.
وفي ظل قلة المساحات الخضراء بمدينة زايو، تكتسي حديقة 11 يناير أهمية قصوى، خاصة خلال موسم الصيف، حيث يتطلع السكان لقضاء أوقات ممتعة في جو لطيف ومنعش. غير أن الوضع الحالي للحديقة يجعل من الاستفادة منها أمرًا صعبًا، بل ومستحيلًا أحيانًا، مما يستدعي تدخلاً عاجلًا من الجهات المعنية لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء البيئي الحيوي.
إن إعادة تأهيل حديقة 11 يناير ليست ترفًا، بل مطلب بيئي واجتماعي ملحّ، يهم راحة وسلامة الساكنة، ويساهم في تحسين جودة الحياة بحي سوكرافور. لذلك، يبقى الأمل معقودًا على تدخل سريع ومسؤول يعيد للحديقة جمالها، ويمنحها الحياة التي تستحقها.