في خطوة لافتة تستهدف جذب الطاقات العربية الشابة، أعلنت بولندا عن فتح باب التسجيل في برنامج تطوعي مميز وممول بالكامل يمتد على مدار 12 شهراً، ويشمل تغطية كافة مصاريف الإقامة والسفر، بالإضافة إلى دعم جزئي للوجبات اليومية، وراتب شهري مغرٍ. العرض الذي لا يحتاج إلى شهادة لغة أو مؤهلات رسمية يشكّل فرصة نادرة أمام شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة لخوض تجربة إنسانية ومهنية استثنائية في قلب القارة الأوروبية، وتحديداً في مدينة غليفيتسه ذات الطبيعة الساحرة.
البرنامج الذي تحتضنه منظمة “Klaster Innowacji Społecznych” البولندية يهدف إلى دمج المتطوعين في أنشطة اجتماعية وبيئية وتعليمية عالية القيمة، حيث سيكون بإمكان المشاركين اختيار المسار الذي يناسب ميولهم، سواء تعلق الأمر بدعم اللاجئين والمحرومين، أو خوض مغامرة في التعليم الرقمي يشمل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، أو المساهمة في حملات التوعية البيئية وتنظيف الغابات والأنهار.
كل ذلك في إطار ديناميكي تفاعلي يجمع بين العمل الميداني والتكوين المستمر داخل مؤسسة مجهزة ومواكبة بأحدث الأساليب التربوية.
السلطات البولندية تراهن على روح الحماس والانفتاح لدى الشباب العربي، وتشدد على أنها تبحث عن متطوعين يتّسمون بالفضول تجاه التغيير الاجتماعي، وروح المسؤولية، والاستعداد للتعلم والعمل الجماعي.
ومن اللافت في هذا العرض أنه لا يتطلب دفع أي رسوم عند التقديم، كما أن المتطوعين سيحصلون على دعم كامل في مسار الحصول على تأشيرة شنغن، ما يفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتنقل والتعرف على ثقافات متنوعة. عرض بولندا ليس مجرد فرصة تطوعية، بل بوابة نحو مستقبل أكاديمي ومهني واعد، وتجربة شخصية لا تُنسى في بلد أوروبي يفتح ذراعيه للطاقات القادمة من الضفة الأخرى.
