سعيد قدوري
ما إن أسدل الستار عن نتائج امتحانات الباكالوريا بمدينة زايو حتى انطلقت موجة من العروض الدعائية التي تستهدف التلاميذ الناجحين وأسرهم، تتعلق بالتسجيل في مراكز التحضير لمباريات المدارس والمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود. عروض سرعان ما ووجهت بتحذيرات من فعاليات جمعوية وتنظيمات آباء وأولياء التلاميذ من الكلفة الباهظة التي تفرضها هذه المراكز، في ظل غياب خيارات بديلة حقيقية.
ففي الوقت الذي تتزايد فيه آمال التلاميذ في ولوج كليات ومدارس عريقة كالمدارس الوطنية للهندسة والتجارة والمعاهد العليا للتكنولوجيا وكليات الطب والصيدلة، تجد الأسر نفسها أمام تحد مالي حقيقي، إذ تفرض هذه المراكز مبالغ قد تصل إلى آلاف الدراهم، مستغلة طموح التلاميذ ورغبة أوليائهم في تأمين مستقبل مشرق لأبنائهم.
والمثير أن أغلب هذه المراكز لا تتواجد بمدينة زايو، بل تنتشر أساسا في مدن مجاورة مثل بركان والناظور ووجدة، ما يضيف أعباء إضافية تتعلق بالتنقل أو الإقامة المؤقتة. ورغم ما تعد به هذه المؤسسات من تحضير مكثف ومرافقة شخصية، إلا أن مخرجاتها تبقى محل شك، إذ يؤكد عدد من أولياء الأمور أن نتائج التحاق أبنائهم بالمدارس العليا لم تكن في المستوى المأمول، رغم الاستثمار في هذه “الدروس الخصوصية الراقية”.
في هذا السياق، دعت فعاليات جمعوية إلى توخي الحذر وعدم الانسياق وراء وعود هذه المراكز، مشددة على أن هناك بدائل رقمية ومجانية متاحة على الإنترنت، من بينها منصات تقدم دروس دعم ومواد تعليمية قيمة دون مقابل، ويمكن للتلاميذ الاستفادة منها بفعالية أكبر إذا أحسنوا تنظيم وقتهم ووجهوا مجهوداتهم بشكل عقلاني.
وتبقى الحاجة قائمة إلى تدخل الجهات الوصية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، لتأطير هذا المجال وضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ، خاصة في المدن الصغيرة كزايو، حيث تشكل الفوارق الاقتصادية عائقا حقيقيا أمام أحلام الكثير من الشباب.