ماذا يحدث بشاطئ السعيدية؟.. صراع حول “كعكة الكورنيش” يقوض جهود التنمية السياحية

زايو سيتي

ما يشهده شاطئ السعيدية هذه الأيام يثير تساؤلات واسعة في الأوساط المحلية حول الأهداف الخفية التي تحرك صراع الأطراف حول ما أصبح يطلق عليه بـ”كعكة الكورنيش”.

ففي وقت تسعى فيه أطراف داخل جماعة السعيدية وبعض الأطراف في السلطات إلى إخلاء الكورنيش من المقاهي المنتشرة على طوله، ونقلها إلى منطقة موحدة بعيدا عن الشاطئ – تنفيذا لما كان قد تقرر في عهد العامل السابق محمد علي حبوها – تتضارب الرؤى حول الدوافع الحقيقة التي تقف وراء هذه الرغبة في التغيير.

وتتحدث المصادر العليمة أن هناك مسؤولين يترقبون هذه الخطوة بعين على جزء من “كعكة الكورنيش”، حيث يتسابق النافذون على الاقتراحات التي يتم إعدادها لتوفير بقع ضمن المكان البديل، على أن يستغلوها لاحقا في مشاريع سياحة مدرة للدخل على شكل مقاهي ومطاعم، طبعا مع إخفاء الرغبة في الاقتات من الريع التي يوفره الموقع.

في مقابل هذا الرأي، تؤكد أطراف أخرى أن المشكلة ليست في وجود هذه المنشآت على الكورنيش بحد ذاته، لكن في طريقة توزيعها والنطاقات التي تستغلها على حساب الفضاءات المخصصة للمصطافين. هذه الأطراف تدافع على إبقاء تلك المشاريع ضمن حدود قانونية واضحة دون التسبب في حرمان المصطافين من الاستمتاع برونق الشاطئ.

وتعتبر هذه الرؤية أكثر مقبولية في الأوساط المدنية التي تنادي بتنظيم هذه الفضاءات دون إقصائها الكامل، بما يضمن خلق توازن بين الاستجابة للتنمية السياحية والحفاظ على الحق في الولوج إلى الشاطئ للجميع.

وتجدر الإشارة إلى أن ما يقع في السعيدية جزء من سياق عام على الصعيد الوطني يهدف إلى تنظيم الفضاءات العمومية ضمن رؤية للتنمية المستدامة. لكن تطبيق هذه الرؤية على الأرض يتطلب قدرات على التوازن والإنصاف والنزاهة، بعيدا عن الحسابات الخاصة والنفعية التي قد تشوه الأهداف الأصلية للتنظيم.

يبقى السؤال المطروح: هل يتم تنظيم الكورنيش بما يخدم الجميع ويضمن تنمية سياحية عادلة؟ أم يستغل القرار لتوفير الريع لفئة صغيرة على حساب المصلحة العامة؟