زايو سيتي – فريد العلالي
في مدينة زايو، التي تنبض بالحياة والحركة، والتي تحمل في قلبها تاريخًا غنيًا ونبضًا إنسانيًا متجددًا، نلاحظ في السنوات الأخيرة مجهودات مشكورة من طرف الجماعة والسلطات المحلية لتأهيل بعض الفضاءات العمومية وتحسين المشهد العام، ومن بين هذه المبادرات المهمة، حملة إزالة “البشان”والعوائق من أمام المحلات التجارية، والتي تهدف إلى تنظيم الملك العمومي وتسهيل مرور المواطنين.
هذه الخطوة تحظى بإشادة واسعة من الساكنة، لأنها تُعيد النظام والاحترام للشارع العام، وتمنح المدينة شيئًا من الأناقة والنظام الذي لطالما تطلع إليه المواطنون، ولكن، وفي نفس الوقت، هناك ملف لا يقل أهمية، ما زال في حاجة إلى التفاتة حقيقية.
أرصفة تُعيق أكثر مما تُسهّل
وأنت تتجول في شوارع زايو، لا بد أن تلاحظ شيئًا يزعج العين ويُرهق القدم، أرصفة متفاوتة الارتفاع، أحيانًا طالع وأحيانًا هابط، وفي كثير من الأحيان مكسّرة أو محفّرة، بل الأسوأ من ذلك، تفتقر المدينة إلى زليج موحّد يُضفي لمسة جمالية ويمنح الأرصفة طابعًا حضاريًا يليق بالمجال الحضري .
هذا الواقع لا يُسيء فقط لصورة المدينة، بل يمسّ بشكل مباشر سلامة المواطنين وراحتهم،الأشخاص ذوو الإعاقة، كبار السن، الأمهات اللاتي يخرجن بعربات الأطفال، بل وحتى المواطنين العاديين، يجدون أنفسهم مضطرين للنزول إلى الطريق أحيانًا بسبب انعدام الأرصفة أو تهالكها، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على السلامة.
بين الجمالية والكرامة
لا يمكن الحديث عن “الحق في المدينة” دون التطرق إلى الحق في فضاءات عمومية منظمة، نظيفة، وآمنة، الأرصفة ليست مجرد إسمنت أو زليج، بل هي مرآة تعكس مدى احترامنا للمواطن، ودرجة اهتمامنا بجمالية الحيز العام.
إن إصلاح الأرصفة وتوحيدها، واستعمال مواد ذات جودة، مثل الزليج الموحد والمتناسق، لن يُحسّن فقط مظهر الشارع، بل سيساهم في تعزيز شعور المواطن بالكرامة والانتماء، ويمنح الزائر انطباعًا إيجابيًا عن المدينة.
دعوة للمسؤولين.. وللمجتمع المدني أيضًا
نحن لا نُقدّم فقط انتقادًا، بل نُقدّم مقترحًا وتوصية نابعة من الغيرة على هذه المدينة اليتيمة.
نطلب من جماعة زايو والجهات المسؤولة أن تضع مشروع إصلاح الأرصفة ضمن أولوياتها، وأن تفتح حوارًا مع المهنيين والمجتمع المدني لاختيار تصاميم موحدة وعصرية تراعي الجانب الجمالي والوظيفي في آنٍ واحد.
كما نُوجه النداء إلى الساكنة والجمعيات المحلية للانخراط في هذا النقاش والدفع نحو تحقيقه، عبر مبادرات توعوية، أو شراكات مجتمعية، أو حتى حملات تطوعية تُظهر أن زايو، فعلاً، مدينة أهلها أوفياء لجمالها.
فلنجعل من هذه الدعوة نداءً جماعيًا، نرفعه بأدب واحترام إلى المسؤولين المحليين، ليكملوا خطواتهم المباركة بخطوات أخرى تمسّ جمالية الارصفة، زايو مدينة تستحق الأفضل، فلتكن الأرصفة عنوانًا جديدًا للتغيير الإيجابي.