يبدو أن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، الذي ينتظر أن يرى النور في السنوات القليلة المقبلة، لم يثر فقط اهتمام وسائل الإعلام والسياسيين، بل وصل صداه إلى كبار المستثمرين ورواد التكنولوجيا في العالم، وعلى رأسهم الملياردير إيلون ماسك.
صحيفة “إلفارو دي سبتة” الإسبانية كشفت أن رجل الأعمال الأمريكي من أصل كندي استلهم فكرة مشروع “نفق جبل طارق” الرابط بين المغرب وإسبانيا، لإطلاق مشروع مشابه في مدينة دبي الإماراتية، يحمل اسم “دبي لوب” (Dubai Loop)، ويقوم على تقنية الأنفاق تحت الأرض التي تنقل الركاب بسرعة كبيرة عبر مركبات كهربائية ذاتية القيادة.
المشروع الجديد الذي تطوره شركة “ذا بورينغ كومباني” التابعة لماسك، يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في التنقل داخل مدينة دبي، من خلال شبكة أنفاق تمتد على حوالي 17 كيلومترا، وتتضمن 100 محطة، وتنقل ما يصل إلى 20 ألف شخص في الساعة، باستخدام سيارات “تسلا بودز” التي تسير بسرعة 160 كيلومترا في الساعة دون سائق.
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن ما يميز هذا المشروع هو تركيزه الكبير على السلامة والاستدامة، إذ سيكون تحت الأرض، ما يجعله محميا من العوامل الجوية القاسية مثل العواصف الرملية، إضافة إلى تزويده بأنظمة تهوية متطورة وتقنيات حديثة لمكافحة الحرائق، لضمان أقصى درجات الأمان للركاب.
وزير الذكاء الاصطناعي الإماراتي عمر بن سلطان العلماء اعتبر أن “دبي لوب” يترجم التزام بلاده بالابتكار، ويعزز ريادة دبي عالميا في قطاع النقل الذكي، بينما وصف إيلون ماسك مشروعه الجديد بـ”الثقب الدودي” الذي سيختصر المسافات داخل المدينة بشكل غير مسبوق، وسيُحسن من جودة الحياة الحضرية لسكانها.
ورغم التفاعل الإيجابي الكبير الذي رافق الإعلان عن هذا المشروع، إلا أن تاريخ انطلاق الأشغال لم يُعلن عنه بعد، لكن التنسيق المتواصل بين شركة ماسك وهيئة الطرق والمواصلات في دبي يُعد خطوة أولى نحو تجسيده على أرض الواقع.
مشروع نفق الربط بين المغرب وإسبانيا الذي طالما كان حلمًا طموحًا، أصبح اليوم مصدر إلهام لأقوى العقول في مجال الابتكار والنقل، ما يؤكد أن المملكة لم تعد فقط تستهلك الأفكار، بل باتت تصدّرها للعالم.