زايوسيتي / أسامة اليخلوفي
في خطوة تؤكد التحولات العميقة التي يشهدها مشهد الربط البحري في غرب البحر الأبيض المتوسط، كشفت صحيفة L’Opinion الفرنسية أن السلطات الجزائرية قررت رسميا إلغاء مشروع ميناء “الحمدانية” بولاية تيبازة، غرب العاصمة الجزائر، بسبب الارتفاع الكبير في التكلفة المالية للمشروع، إلى جانب قرار الحكومة إعطاء الأولوية لتحديث الموانئ القائمة بدلا من بناء أخرى جديدة.
ويعد ميناء الحمدانية من بين المشاريع الاستراتيجية التي كانت الجزائر تراهن عليها لربط اقتصادها بالأسواق الآسيوية، خاصة عبر شراكة مرتقبة مع الصين. إلا أن التكاليف المتصاعدة، وتعقيدات تقنية ولوجستيكية، دفعت نحو التخلي عن المشروع بشكل نهائي.
ويرى مراقبون أن تصاعد نفوذ الموانئ المغربية، خاصة ميناء طنجة المتوسط وميناء الناظور غرب المتوسط، كان عاملا حاسما في هذا القرار، إذ فرضت هذه الموانئ واقعا تنافسيا قويا يصعب مجاراته من حيث البنية التحتية المتطورة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وتنوع شبكات الربط البحري واللوجستي.
ويأتي دخول ميناء الناظور الجديد مرحلة التشغيل التدريجي ليعزز موقع المغرب كقطب إقليمي صاعد في قطاع اللوجستيك البحري، مستفيدا من رؤية استراتيجية طويلة الأمد واستثمارات ضخمة، جعلت من طنجة والناظور ركيزتين أساسيتين في ربط إفريقيا بأوروبا وآسيا عبر البحر.