بديع الحمداني
أعلنت السلطات الإسبانية اتخاذ تدابير استثنائية لتقليص أوقات انتظار المسافرين المغاربة العابرين من موانئها نحو أرض الوطن ضمن عملية “مرحبا 2025″، وذلك استباقا لصيف يُتوقَّع أن يشهد درجات حرارة مرتفعة وحركة عبور كثيفة.
ووفق ما أوردته صحيفة “أوروبا سور” الإسبانية، فإن المديرة العامة للحماية المدنية، فيرجينيا باركونيس شددت خلال ترؤسها مؤخرا لاجتماع بشأن عملية العبور الصيفية، على أهمية تسريع الإجراءات وتنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين لضمان عبور آمن وسلس لنحو 3,5 ملايين مسافر، أغلبهم من المغاربة المقيمين في أوروبا، يتوقع أن يعبروا نحو بلدانهم بين 15 يونيو و15 شتنبر 2025.
وأكدت باركونيس، حسب المصدر نفسه، أن التحدي الأكبر هذا العام يتمثل في درجات الحرارة المرتفعة التي تُنذر بها توقعات الأرصاد الجوية، مشيرة إلى أن وزارة الصحة الإسبانية قامت بتفعيل “الخطة الوطنية لمواجهة موجات الحر”، في تنسيق مع جهاز الحماية المدنية.
وقالت المسؤولة الإسبانية في هذا السياق، بأن فصل الصيف لهذه السنة، سيكون “أكثر حرارة من المعتاد، ويجب أن نأخذ ذلك في الاعتبار لحماية الأشخاص خلال عبورهم”، وذلك من خلال إجراءات تهدف إلى تسريع عبورهم وتفادي الوقوف تحت أشعة الشمس والحرارة المفرطة.
وأبرزت المسؤولة الإسبانية، وفق “أوروبا سور” أن العملية تحرك جهازا لوجستيا ضخما يضم تسع وزارات وعشرين مؤسسة، من بينها الحرس المدني والشرطة الوطنية والصليب الأحمر، إضافة إلى إدماج مصالح الرفاهية وصحة الحيوان هذا العام لضمان أعلى درجات السلامة للمسافرين ومرافقيهم.
وأوضحت باركونيس أن السلطات لاحظت خلال السنوات الأخيرة تراجعا تدريجيا في عدد المسافرين الذين يعبرون بسياراتهم الخاصة، مقابل ارتفاع العدد الإجمالي للركاب، وهو ما سمح بتحسين الخدمات وتقليص الأثر على المدن التي تمر منها العملية، وفق تعبيرها.
هذا وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه ورغم أن عيد الأضحى سيحل هذا العام في 7 يونيو المقبل، أي قبل انطلاق الموعد الرسمي للعملية بالنسبة لإسبانيا، إلا أن السلطات الإسبانية تتوقع أن تشهد الفترة بين أواخر يوليوز ومطلع غشت ذروة العبور، كما كان الحال في الدورات السابقة.
كما أكدت باركونيس على أهمية التنسيق بين ميناء الجزيرة الخضراء ومعبر مدينة سبتة لتأمين عبور سلس، مع الإشارة إلى إمكانية تفعيل إجراءات استثنائية مثل تبادل التذاكر بين شركات النقل البحري في حال تطلب الأمر ذلك.
وأشادت المديرة العامة بالعلاقات “الممتازة والمتنامية” مع المغرب، مؤكدة أن الهدف المشترك بين الطرفين هو تأمين عملية مرحبا في أفضل الظروف الممكنة، مذكّرة بنسخة 2024 كانت “الأكبر في التاريخ” وتمت دون اللجوء إلى أي من الإجراءات الاستثنائية أو إعلان حالة طوارئ في أي ميناء.