حقق نادي نهضة بركان لكرة القدم، بقيادة مدربه التونسي، معين الشعباني، إنجازا تاريخيا بفوزه بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، بعد تعادله مع سيمبا التنزاني (1-1) في إياب المباراة النهائية التي جمعت بينهما، أمس الأحد، على ملعب أمان الجديد في جزيرة زنجبار، مستفيدا من فوزه ذهابا بهدفين نظيفين قبل أسبوع في مدينة بركان.
وأسهمت عدة عوامل في تتويج الفريق البركاني بلقبه الأفريقي، الثالث في تاريخه، بعد نسختي 2020 و2022 على حساب فريقي بيراميدز المصري وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي تواليا، ولعل أبرزها روح المجموعة وكفاءة المدرب معين الشعباني وردة الفعل الإيجابية التي أبداها اللاعبون، وبخاصة في الشوط الثاني.
وأثبت نهضة بركان قدرة ذهنية غير مسبوقة في نهائي الإياب ضد سيمبا التنزاني، بعدما قلب تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى تعادل قاتل في الوقت بدل الضائع أحرزه المالي سومايلا سيديبي.
ويريى متتبعون أن القوة الذهنية كانت سلاحا حاسما في الحفاظ على التركيز وعدم التسرع في اللحظات الحاسمة، حيث ظهر لاعبو الفريق البرتقالي أكثر انضباطا تكتيكيا من منافسيهم. فبعد البداية المتعثرة نجح زملاء القائد البوركينابي يوسوفو دايو، في فرض إيقاع لعبهم من خلال التحكم بوسط الملعب وتحصين الدفاع، مع القيام بالهجمات الخاطفة بين الفينة والأخرى، دون نسيان الدور الكبير الذي لعبه الرباعي، الحارس منير المحمدي والمدافعان لامين كامارا ويوسوفو دايو، ولاعب خط وسط الملعب ياسين لبحيري.
ومن بين مفاتيح التتويج باللقب الإفريقي، صرامة المدرب التونسي معين الشعباني وخبرته، وهو الذي ظل يُوجه لاعبيه من مقاعد البدلاء، قبل أن يملي عليهم تعليمات صارمة بين الشوطين، طالبهم فيها بعدم التراجع إلى الوراء والمبادرة نحو الهجوم واللعب بالشكل المعتاد لهم مع ضرورة الحرص على تركيز عالٍ لتفادي تلقي هدف ثان قد يبعثر كل الأوراق، وهو ما انعكس خلال الشوط الثاني الذي ظهر فيه النادي البرتقالي أكثر فعالية ونضجا.
أما العامل الرابع، فتجلى في روح المجموعة التي يلعب بها نهضة بركان في جميع مبارياته، إذ خاض نهائي الإياب ضد سيمبا بعقلية الفريق الواحد، ما عزز الانسجام والتناغم داخل كتيبة المدرب التونسي معين الشعباني.
ولعل اللقب الإفريقي الثالث في ظرف خمس سنوات لم يأت عبثا أو بمحض الصدفة، بل نتيجة عمل جاد وإستراتيجية واضحة المعالم واستقرار فني وإداري والتزام تكتيكي، وأيضا نضج ذهني واضح، من دون إغفال المساندة المطلقة لجماهير نهضة بركان، التي حرصت على مرافقة ناديها المفضل أينما حل وارتحل، فهذا الدعم الهائل كان له الدور الكبير في تتويج نهضة بركان بعدة ألقاب خلال السنوات القليلة الماضية، آخرها لقب البطولة الوطنية وكأس الكونفيدرالية الإفريقية، في انتظار المنافسة على لقبي كأس العرش والسوبر الإفريقي.