محمد شلاي
مع اقتراب الموسم الصيفي وتزايد الإقبال المتوقع على الوجهات السياحية، تعمل المديرية الإقليمية للتجهيز واللوجستيك والماء بوجدة، على قدم وساق، لضمان جاهزية البنية التحتية الطرقية، وفي مقدمتها الطريق الوطنية رقم 17، الشريان الحيوي الرابط بين مدينة وجدة والوجهة الساحلية الشهيرة السعيدية.
وفي هذا السياق، أوضح طه محمد الطويل، المسؤول المكلف بتتبع الأشغال بالمديرية الإقليمية للتجهيز بوجدة، أن هذه الجهود تأتي في إطار تحسين جودة البنية التحتية الطرقية وضمان سلامة مستعملي الطريق، مشيرا إلى انطلاق أشغال صيانة شاملة بالطريق الوطنية رقم 17، مع التركيز على المقطع الحيوي بين جماعة بني درار ومنطقة الكربوز.
وتشمل هذه الأعمال، حسب الطويل، تجديد المقاطع المتدهورة بمواد ذات جودة عالية، بالإضافة إلى توسيع جنبات الطريق لتعزيز انسيابية حركة المرور، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة مرورية وتدهورا في البنية التحتية، مؤكدا أن نسبة تقدم الأشغال وصلت حاليا إلى 70%، ومن المرتقب أن تنتهي قبل بداية العطلة الصيفية، ممّا سيسهم في تحسين التنقل اليومي للمواطنين، وتعزيز الربط الطرقي بين وجدة والمدن الشمالية، خصوصا مدينة السعيدية.
من جانبه، أكد عادل المقدمي، التقني بالمديرية الإقليمية للتجهيز بوجدة، أن وزارة التجهيز والماء، عبر المديرية الإقليمية للتجهيز بوجدة أنجاد، أطلقت هذا المشروع الهام الذي يربط وجدة بالسعيدية عبر الطريق الوطنية رقم 17، وبالتحديد بين النقطة الكيلومترية 24 والنقطة الكيلومترية 31، مضيفا، في تصريح مماثل، أن المشروع يتضمن «توسيع جنبات الطريق وإصلاح المناطق المتدهورة»، بتكلفة إجمالية تقارب 11 مليون درهم.
واعتبر لمقدمي هذا الورش «محوريا لتحسين جودة الطريق ومستوى الخدمة بها، نظرا لدورها في ربط شرق المملكة بالشمال، خصوصا مدينة السعيدية التي تستقطب عددا كبيرا من السياح خلال فترات الذروة الصيفية».
وعن التفاصيل التقنية للأشغال، أفاد الشريف العابدي، مسير الشركة المكلفة بتنفيذ الأشغال، بأن الشركة تتولى مشروع إعادة تأهيل الطريق الوطنية رقم 17 على امتداد 10 كيلومترات، من النقطة الكيلومترية 20+400 إلى 31.
ويشمل المشروع، حسب العابدي، والذي تقدر مدة إنجازه بأربعة أشهر، أشغال الصيانة وتعزيز جوانب الطريق، موضحا أن العملية تعتمد على معدات متخصصة مثل آلة الحفر «رابوتوز» التي تزيل 8 سنتيمترات من الطبقة السطحية، ليتم تعويضها بطبقة «لونروبي» بالسماكة نفسها.
وبالتوازي، يتم إعادة تأهيل جوانب الطريق عبر تثبيت متر من مادة «GNF» و«التوفنا»، مع عمليات التسوية والضغط والرش بالماء، ويُستخدم «الفينيشر» لضبط الطبقة النهائية.
ورغم توفر إشارات التنبيه والتوجيه، ناشد كل من لمقدمي والشريف مستعملي الطريق «توخي الحذر، خاصةً عند نقاط الأشغال»، نظرا لما لوحظ من «سرعة عالية لبعض السائقين، وتجاوزات خطيرة بجانب الورش»، مما يشكل مخاطر على سلامة حركة السير والعاملين بالموقع.
وتهدف هذه المجهودات المتكاملة إلى استقبال الموسم الصيفي بطريق مؤهلة وآمنة، تستجيب لتطلعات المواطنين والزوار، وتساهم في تعزيز الجاذبية السياحية لجوهرة الساحل الشرقي، مدينة السعيدية.