زايوسيتي
حين أُطلق مشروع حي الأمل بمدينة زايو مطلع تسعينيات القرن الماضي، بُنيت عليه آمال كبيرة ليكون أول تجزئة سكنية راقية، تُشكّل واجهة المدينة الحضارية ومفخرة تخطيطها العمراني. فقد اختير له موقع استراتيجي، وجرى تقديمه بوصفه نواة لتحول حضري حديث يُحدث فرقا في مسار التوسع العمراني.
لكن ما جرى بعد ذلك شكّل نكسة حقيقية ضربت هذا الحي في مقتل، وأطفأت بريق الحلم قبل أن يكتمل. فقد عبثت به أيادٍ مفسدة، امتدت إلى شوارعه وأزقته ومساحاته الخضراء، فحوّلت المشروع الطموح إلى مولود مشوه لا يمت بصلة إلى معايير التخطيط الحضري السليم.
الأزقة اليوم تعكس فوضى واضحة في التصميم، حيث يصعب حتى على الآليات الكبرى المرور ببعضها لضيقها الشديد، كما أن بعضها لم يُزفّت إلى حدود اليوم، رغم مضي أكثر من ثلاثة عقود على إطلاق المشروع. السبب في هذا، كما تؤكده ذاكرة الساكنة، هو التلاعب الممنهج بمساحات مهمة، كان يُفترض أن تُخصص كمرافق عمومية أو فضاءات خضراء، لكن تم تحويلها بشكل مشبوه إلى بقع أرضية للبيع.
المؤلم في الأمر أن أصابع الاتهام تشير إلى موظفين سابقين تابعين لوزارة التعمير والتجهيز، يُعرفون بالاسم بين سكان المدينة، تتهمهم الساكنة بـ”العبث” بهذا المشروع، عبر تلاعبات عمرانية ترقى إلى مستوى الجرائم. ورغم مرور السنوات، ما زالت آثار هذه الفوضى حاضرة، في غياب أي تصحيح أو محاسبة، وكأن الرقابة قررت أن تُغمض عينيها.
حي الأمل، الذي كان يُعوّل عليه ليقود قاطرة التحول العمراني لزايو، بات اليوم رمزا للفوضى وغياب الرؤية. لا مساحات خضراء، ولا مرافق حيوية، ولا أفق واضح لإصلاح ما أفسدته أيادي الفساد. ويبقى السؤال معلقا: من يعيد لهذا الحي أمله المسلوب؟