زايو سيتي
في ظل تزايد الأعطال المفاجئة التي تصيب سيارات عدد من المغاربة عقب التزود بالوقود، تتصاعد أصوات التحذير من ممارسات مشبوهة تشهدها بعض محطات التزويد، وسط اتهامات متنامية باستعمال أساليب غش متطورة تلحق أضرارا جسيمة بالمركبات وتهدد سلامة السائقين.
لم يعد الأمر يقتصر على الخلط التقليدي للوقود بالماء كما في السابق، بل باتت الحيل أكثر تطورا وتعقيدا. تشير معطيات ميدانية إلى أن بعض أصحاب المحطات يلجؤون إلى خلط البنزين بمواد أقل كلفة مثل الكيروسين أو الغازوال، ما يتسبب في أعطال خطيرة تطال مضخات الوقود والبخاخات، وتؤثر سلبا على نظام الاحتراق الداخلي.
كما جرى رصد استعمال مواد كيميائية مذيبة وزيوت صناعية رديئة الجودة، تؤدي إلى تآكل أجزاء دقيقة في نظام الإمداد بالوقود. ويفاقم الوضع سوء التخزين داخل خزانات مهترئة أو ملوثة بالصدأ والشوائب، مما يعرض المحركات لأضرار يصعب معالجتها بسهولة.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، فبعض المحطات تمادت في الغش إلى حد التلاعب بالكميات عبر أنظمة إلكترونية مخفية، تُظهر للمستهلك على شاشة العداد رقما أكبر من الواقع، فيدفع الزبون ثمن كمية لم يتسلمها فعليا.
ورغم خطورة هذه الممارسات، فإن التدخلات الرقابية لا تزال محدودة وغير كافية لردع المتورطين، ما يجعل آلاف المواطنين عرضة للغش والخسائر المادية، في وقت يستمر فيه غياب إجراءات صارمة لحماية المستهلك وضمان جودة الوقود المعروض في الأسواق.
الوضع يستدعي تحركا عاجلا من الجهات المختصة لتكثيف المراقبة، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، حتى لا يتحول الغش في الوقود إلى قاعدة تتحكم في سوق يفترض أن يكون آمنا وشفافا.