زايوسيتي / أسامة اليخلوفي ( خاص )
تحولت رحلة بحرية عادية مساء أمس بين ميناء ألميريا الإسباني ومدينة مليلية إلى فاجعة إنسانية، بعد سقوط رجل بالغ، ينحدر من دوار لمريس قرب أحفير، في عرض البحر من على متن الباخرة الإسبانية Volcán de Timanfaya، وسط صدمة الركاب واستنفار فرق الإنقاذ التي لا تزال تواصل عمليات البحث المكثف دون العثور على أثر له حتى الآن.
وأفاد شهود عيان بأن الضحية ألقى بنفسه عمدا من سطح الباخرة، بعدما ودّع والدته التي كانت ترافقه في الرحلة، حيث عانقها بحرارة في لحظة وصفت بالمؤثرة، قبل أن يتجه إلى جانب السفينة ويلقي بنفسه في المياه.
وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه بعد السلطات البحرية أو الشركة المشغّلة للباخرة أي بلاغ رسمي يكشف عن هوية الشخص المفقود أو تفاصيل الحادث، أكدت مصادر مطلعة فتح تحقيق رسمي لتحديد ملابسات الواقعة والوقوف على المسؤوليات المحتملة، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة لإجراءات السلامة على متن السفينة.
وصرّحت إحدى المسافرات لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي” بأنها لاحظت أن “حواجز الأمان على سطح الباخرة منخفضة بشكل مثير للقلق”، مشيرة إلى أن هذا النقص قد يشكل خطرا على سلامة الركاب، خصوصا خلال الرحلات الليلية أو في ظروف بحرية صعبة.
الباخرة Volcán de Timanfaya دخلت الخدمة بداية العام الجاري ضمن اتفاقية الخدمة العمومية التي تهدف إلى تعزيز الربط البحري بين مدن ألميريا وموتريل شمال إسبانيا ومدينة مليلية، غير أن هذا الحادث المأساوي أعاد إلى الواجهة النقاش حول مدى احترام معايير السلامة في النقل البحري، خاصة على الخطوط التي تعرف كثافة ركابية مرتفعة.
ويترقب الرأي العام والركاب نتائج التحقيقات الجارية، التي يُتوقع أن تسلط الضوء على الأسباب الحقيقية وراء الحادث، وكذا ما إذا كان هناك تقصير محتمل في تأمين سلامة الركاب، أم أن الحادث يندرج في إطار مأساة شخصية دفعت الضحية إلى إنهاء حياته وسط البحر.