زايوسيتي: أسامة اليخلوفي
في ظل أزمة النقل المتفاقمة بمدينة زايو، برزت سيارات النقل السري كوسيلة شبه وحيدة لفك العزلة عن العديد من الأحياء والدواوير، خاصة تلك الواقعة في الجماعات المجاورة مثل أولاد ستوت، أولاد داود الزخانين، وحاسي بركان. ورغم الجدل القانوني الذي يرافق هذا النوع من النقل، إلا أن الواقع يفرض طرح السؤال بوضوح: هل يمكن الاستغناء فعلا عن النقل السري في هذه المرحلة؟
لا أحد ينكر أهمية تنظيم قطاع النقل وتوفير خدمات قانونية وآمنة، لكن حين يتعلق الأمر بحاجيات يومية ومستعجلة لساكنة أحياء مثل أولاد اعمامو، سيدي منصور، أولاد خويا، وفرحية، حي سوكرافور ، تصبح سيارات “النقل السري” خيارا لا مفر منه، لا سيما مع غياب تغطية شاملة لشبكة النقل الحضري.
تفاقم الوضع أكثر بسبب تأخر تفعيل وعود شركة “فكتاليا” التي التزمت، منذ حصولها على صفقة تدبير النقل بزايو، بربط مختلف الأحياء والدواوير بخطوط حضرية منتظمة. اليوم، ما زالت تلك الخطوط محدودة، مما يكرس العزلة، خصوصا لدى الفئات الهشة التي لا تقوى على كلفة التنقل اليومي بواسطة سيارات الأجرة.
ومن جهة أخرى، بدأت تظهر مبادرات فردية تعتمد سيارات تعمل بالغاز، في محاولة لتوفير بدائل بأسعار مناسبة. وهي مبادرات تعكس الوعي المتزايد بالحاجة إلى حلول مبتكرة ومستدامة تراعي القدرة الشرائية للمواطنين.
في هذا السياق، فإن التعامل الأمني مع ملف النقل السري لن يؤدي سوى إلى تعقيد الوضع أكثر. المطلوب اليوم مقاربة استراتيجية متكاملة تُشرك الجماعات الترابية، شركة النقل، وممثلي المجتمع المدني من أجل تنظيم القطاع بشكل يضمن الكرامة والمورد القار للمشتغلين، وفي الوقت ذاته يؤمن تنقلا آمنا ومتاحا لجميع ساكنة زايو ومحيطها.
المبادرة الطيبة التي تقوم بها السلطات المحلية لتنظيم شغل الملك العام وتزيبن واجهات المحلات والمقاهي يجب أن بصاحبها إجراءات أخرى لا تقل أهمية تحرير الشوارع من الاحتلال الذي يطالها من طرف الحضارة والعربات والدراجات الثلاث عجلات وكذا مراقبة الخطافة وتنظيم انتشارهم مع الحرص على عدم استعمال قنينات الغاز شارع ابن خلدون تحول إلى شارع فوضوي بامتياز والكل يتفرج