في حادثة غير مسبوقة أثارت موجة غضب دولية، نجا السفير المغربي لدى فلسطين، عبد الرحيم مزيان، من وابل من الرصاص الحي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي على وفد دبلوماسي دولي خلال زيارة رسمية لمخيم جنين، اليوم الأربعاء 21 مايو 2025.
الوفد، الذي ضم سفراء وممثلين من أكثر من 25 دولة بينها مصر، الأردن، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، كندا، تركيا، والبرازيل، كان في مهمة إنسانية لمعاينة حجم الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية في المخيم، وتوثيق الأوضاع الميدانية.
لكن عند المدخل الشرقي للمخيم، وبينما كان السفير المغربي يدلي بتصريح صحفي، فوجئ الحاضرون بإطلاق كثيف للنار من طرف الجيش الإسرائيلي، ما أثار الذعر وأجبر الدبلوماسيين على الاحتماء خلف السيارات وجدران المنازل. ورغم كثافة النيران، لم تسجل إصابات جسدية، لكن المشهد خلف صدمة قوية لدى أعضاء الوفد.
في أعقاب الحادث، توالت الإدانات الدولية، حيث وصفت وزارة الخارجية الأردنية إطلاق النار بـ”الجريمة” و”انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق الدولية”، فيما استدعت عدة دول من بينها إيطاليا سفراء إسرائيل لديها للتنديد بهذا التصرف.
في المقابل، برر الجيش الإسرائيلي الحادث بالقول إن الوفد “دخل منطقة يُمنع التواجد فيها دون تنسيق” وأن الجنود أطلقوا “طلقات تحذيرية”، وهي رواية نفتها الخارجية الفلسطينية جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن الزيارة كانت منسقة مسبقاً مع الجهات الرسمية.
الحادث يضع علامات استفهام كبرى حول مدى احترام إسرائيل للحصانة الدبلوماسية، ويهدد بفتح جبهة توتر دبلوماسي جديدة في ظل التدهور المستمر في الوضع الميداني بالضفة الغربية.
في هذا السياق، طالبت جهات فلسطينية ودولية بفتح تحقيق عاجل وتقديم المسؤولين عن الحادث إلى المساءلة، باعتبار ما جرى تصعيداً خطيراً يمس صميم العمل الدبلوماسي ويشكل سابقة لا يمكن تجاهلها.