زايو سيتي: أسامة اليخلوفي
في أحضان جبال زكزل الشامخة، وعلى بعد كيلومترات قليلة من مدينة بركان، تنمو فاكهة الزعرور أو “المزاح” التي تُعد جوهرة الطبيعة في هذه المنطقة الغنية بالخيرات. هذه الفاكهة التي تحمل في طعمها عبق الأرض وروح الجبال، ليست مجرد محصول زراعي، بل هي رمز حياة وتعاون ينسج حكاية نجاح الفلاحين والتعاونيات المحلية.
فاكهة المزاح، التي تنتشر أشجارها بكثافة بين قمم زكزل، تكتسب شهرتها من جودة طعمها وتميزها، حيث يعانقها النسيم العليل لتكتسب نضارة لا تضاهى. وهي ليست فقط مصدر رزق للفلاحين، بل تمثل كذلك إرثاً زراعياً يربط الأجيال بتقاليدهم الزراعية التي تحافظ على هوية المنطقة.
تشكل المزاح محور الإنتاج الفلاحي في جبال زكزل، حيث تزرع بجانبها أنواع أخرى من الفواكه كالبرتقال والليمون، لكن المزاح يحتل مكانة خاصة بسبب تميز إنتاجه وكمياته التي تغطي السوق المحلي وتصدر أحياناً إلى خارج المغرب. ورغم التحديات المناخية التي تواجه المنطقة، وخاصة تقلبات الطقس ونقص الموارد المائية، يظل إنتاج المزاح ثابتاً نسبياً بفضل جهود الفلاحين والتعاونيات التي تسهر على تطوير التقنيات الزراعية.
التعاونيات الفلاحية في زكزل هي القلب النابض الذي يدعم زراعة المزاح. من خلال هذه الهياكل، يتكاتف الفلاحون لتوفير خدمات الدعم الفني، تسويق المنتجات، وتأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة. تعاونية المزاح، على سبيل المثال، تعتبر من أبرز هذه التنظيمات التي تعمل على تحسين جودة المحصول وتوسيع نطاق التصدير، مما يرفع من دخل الفلاحين ويعزز التنمية الاقتصادية بالمنطقة.
يبقى المزاح في جبال زكزل أكثر من مجرد فاكهة؛ إنه قصة نجاح حقيقية تجسد العلاقة المتينة بين الإنسان والطبيعة، والتزام المجتمع المحلي بحماية بيئته وتنمية أرضه. هو ثمرة تعب وسهر الفلاحين وتعاونهم، ينبض فيها القلب مع النسيم، وتتجلى فيها روعة جبال زكزل التي تحتضن هذا السر اللذيذ بكل حب واعتزاز.