زايوسيتي / أسامة اليخلوفي
يشهد سهل إقليم بركان تحولا لافتا في المنظومة الفلاحية، حيث تتناقص بشكل ملحوظ المساحات المزروعة بالبرتقال، الفاكهة التي طالما ارتبطت باسم المنطقة وشكلت إحدى ركائزها الاقتصادية، مقابل توسع زراعة فواكه أخرى وعلى رأسها فاكهة الأفوكادو.
ورغم غياب أرقام رسمية دقيقة، إلا أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن عددا من الفلاحين، خاصة الكبار منهم، عمدوا إلى إزالة أشجار البرتقال من حقولهم واستبدلوها بأشجار الأفوكادو، في تحول بدأ يثير القلق لدى المتتبعين والخبراء في القطاع الفلاحي.
وإذا كانت زراعة البرتقال قد شكلت لعقود عنوانا لهوية فلاحية ببركان، فإن زحف الأفوكادو الذي أصبحت تغطي مساحاته المزروعة مئات الهكتارات، يطرح عدة تساؤلات، لاسيما في ظل شح الموارد المائية التي تعرفها المنطقة. ففاكهة الأفوكادو معروفة بحاجتها الكبيرة للماء، وهو ما قد يزيد من الضغط على الفرشة المائية ويُسرّع من استنزافها، في وقت تعيش فيه البلاد مرحلة دقيقة تتطلب ترشيد الاستغلال الفلاحي للموارد الطبيعية.
هذا التغير في نمط الزراعة قد تكون له تداعيات سلبية على التوازن البيئي والاقتصادي المحلي، خاصة وأن زراعة البرتقال لم تكن فقط نشاطا فلاحيا، بل موروثا اقتصاديا وثقافيا للمنطقة.
وفي ظل هذه المستجدات، يُطرح بإلحاح سؤال التدخل من طرف مسؤولي القطاع الفلاحي لضبط هذه التحولات، وضمان بقاء التوازن بين التجديد الفلاحي والمحافظة على الموارد الطبيعية وعلى هوية الإنتاج المحلي.