سعيد المهيني
تعيش الأجهزة الأمنية الإسبانية حالة من الترقب والقلق بعد ورود معلومات تفيد بأن “أليخاندرو سالجادو فيغا”، المعروف بلقب “النمر” أو “إل تيغري”، قد فر مجددا من دبي، حيث كان يختبئ منذ سنوات.
هروب أكبر تاجر مخدرات في العالم من دبي يثير قلق السلطات الإسبانية
نشر في 13 مايو 2025 الساعة 20 و 44 دقيقة
بريس تطوان/ سعيد المهيني
تعيش الأجهزة الأمنية الإسبانية حالة من الترقب والقلق بعد ورود معلومات تفيد بأن “أليخاندرو سالجادو فيغا”، المعروف بلقب “النمر” أو “إل تيغري”، قد فر مجددا من دبي، حيث كان يختبئ منذ سنوات.
ويعد “النمر” أحد أخطر تجار المخدرات في العالم والمطلوب الأول في إسبانيا، بعد تورطه في عمليات تهريب ضخمة للمخدرات عبر الموانئ الأوروبية.
وتزامنًا مع التطورات المتسارعة في هذا الملف، استدعى القاضي فرانسيسكو دي خورخي، رئيس المحكمة التحقيقية رقم 1 بالمحكمة الوطنية الإسبانية، سالجادو للمثول أمام القضاء يوم الثلاثاء 13 ماي الجاري، في إطار التحقيقات المتواصلة في قضايا الاتجار الدولي بالمخدرات، والتي طالت حتى الآن نحو 30 مشتبهًا، بينهم مسؤولون أمنيون.
ورغم هذا الاستدعاء، تبقى الشكوك تحوم حول إمكانية حضور “النمر” إلى المحكمة، في ظل معطيات استخباراتية تشير إلى مغادرته دبي خلال الأسابيع الأخيرة، دون تحديد وجهته بدقة. وتتضارب المعلومات بشأن موقعه الحالي، حيث تشير مصادر إلى احتمال لجوئه إلى روسيا، بينما ترجّح أخرى وجوده في تايلاند.
وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد وصفت في دجنبر 2022، سالجادو بأنه “أخطر وأكبر تاجر مخدرات إسباني على المستوى الدولي”، بعد تورطه في تهريب شحنة ضخمة بلغت 2000 كيلوغرام من الكوكايين عبر ميناء الجزيرة الخضراء، وهي العملية التي أفضت إلى توقيفه في دبي. إلا أن السلطات الإماراتية لم تسلمه لإسبانيا، مما سمح له بمواصلة نشاطه الإجرامي.
وفي أكتوبر الماضي، وجهت ضربة قوية لمنظمته بعد حجز أكبر شحنة كوكايين في تاريخ السواحل الإسبانية، بلغ وزنها 13 طنًا، كانت في طريقها إلى ميناء فالنسيا، ما كشف عن استمرار “النمر” في إدارة شبكته من الخارج.
وقد ساهمت التحقيقات الجارية في الكشف لأول مرة عن وجه سالجادو وعلاقاته الواسعة داخل المنظومة الأمنية، حيث يتم التحقيق كذلك مع المفتش الرئيسي في اتحاد نقابات الشرطة الوطنية، أوسكار سانشيز جيل، الموقوف احتياطياً بتهمة التواطؤ مع الشبكة.
وتقول مصادر أمنية إن سالجادو كان يستخدم وسائل تواصل مشفرة ويشير إلى نفسه في المراسلات باسم “نحن التاج، تيغري”، ما يعكس نفوذه داخل الشبكة. ومع ذلك، ينفي عبر محاميه استخدام هذا اللقب أو علاقته المباشرة بالتهريب، في محاولة منه للنأي بنفسه عن الاتهامات.
وتواصل إسبانيا الضغط على السلطات في دبي من أجل تسليم “خوان إل فينانسييرو”، أحد الأذرع المالية الأساسية في الشبكة، والذي تم توقيفه مؤخرًا، وسط تساؤلات حادة حول التعاون الدولي في ملفات الجريمة المنظمة.
في انتظار ما ستؤول إليه التحقيقات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتمكن “النمر” من الإفلات مرة أخرى من قبضة العدالة، أم أن العد التنازلي قد بدأ لنهاية إمبراطوريته؟