زايو سيتي
في الوقت الذي تمضي فيه المدن المغربية، والعالم بأسره، في مسارات تأهيل حضري تتخذ من مركز المدينة نقطة انطلاق لتحديث البنيات التحتية وتجميل الفضاءات العامة، تواصل زايو السير على منطق شاذ ومقلوب؛ حيث تبدأ أشغال التهيئة من الهوامش، وتظل حبيسة هذه الهوامش، دون أن تبلغ يوما وسط المدينة الذي يُفترض أن يكون قلب المشروع الحضري ونبضه.
منذ سنوات، كلما سُمع في زايو مصطلح “التأهيل”، سرعان ما تَرافق ذلك مع العبارة الجاهزة: “الأحياء ناقصة التجهيز”. عبارات تفتح شهية المشاريع الورقية وتُعطي مبرراً للركض نحو التخوم، تاركة وسط المدينة في حالة من الإهمال، وكأن لا أحد يعترف بوجوده ضمن خريطة الأولويات. والنتيجة واضحة: لا هوامش مؤهلة بشكل حقيقي، ولا مركز حضري يليق بمدينة من المفترض أن تنهض عمرانياً وتنظيمياً.
الحديث اليوم عن مشروع جديد للتأهيل الحضري، والذي سيشرف عليه عامل الإقليم، لا يبعث على الكثير من الأمل في التغيير. فالعقليات التي تُدبّر الشأن المحلي لم تتبدل، والأفكار التي تؤطر مشاريع التهيئة لا تزال تدور في نفس الحلقة المفرغة. والمدينة، بكل بساطة، تدفع ثمن هذا الجمود الفكري والتقني، والذي تُرجم إلى قرارات لم تزد الوضع إلا تأزماً.
زايو، التي تُعد من المدن التي تستحق اهتماماً خاصاً نظراً لموقعها، تعيش اليوم تحت وطأة تهميش عمراني ناتج عن اختيارات غريبة، إن لم نقل عبثية، في مجال التهيئة. مدينة لا تعرف وسطاً حقيقياً يرتقي إلى مستوى طموحات ساكنتها، ولا أطرافاً حضرية قادرة على جذب السكان وتوفير شروط العيش الكريم.
في زمن تُبنى فيه المدن على أساس رؤية متكاملة تُراعي البعد الجمالي والوظيفي والاجتماعي، لا تزال زايو رهينة عقلية لا ترى في التأهيل سوى ترقيعاً ظرفياً لمشاكل بنيوية، وتفويتاً جديداً لفرص بناء مدينة تستحق الحياة.
الله يأخد فيك الحق يا رئيس الجماعة راك خرجت على زايو
زايو مدينة منكوبة افهم اتسطة كل شيئ فيها مبعثر يتهافتون فقط على كراسي المسؤولية لطفك يا الله نستغيثك في هذه المدينة