“إندومي”.. القاتل الصامت الذي يغزو بطون أطفالنا دون رقيب

زايوسيتي

رغم التحذيرات المتكررة من خطورته في عدة دول، لا يزال منتوج “إندومي” يُستهلك بشكل واسع داخل المغرب، حيث يُقبل عليه الأطفال بشكل كبير نظراً لمذاقه السريع والجذاب. غير أن وراء هذا المذاق اللذيذ، تُخفي هذه الوجبة السريعة ما يشبه “قنبلة صحية موقوتة”.

ففي دول عديدة، بينها مصر وإندونيسيا ونيجيريا، أُثير جدل واسع حول التأثيرات الصحية لمنتوج “إندومي”، بل وسُجّلت حالات وفيات يُرجّح ارتباطها باستهلاكه المفرط، خصوصاً في صفوف الأطفال. وتشير تقارير طبية ودراسات علمية إلى أن بعض مكونات هذا النوع من الشعيرية السريعة التحضير قد تحتوي على مواد مسرطِنة أو أخرى مضرة بالجهاز الهضمي، خاصة عند تعاطيها بشكل مستمر.

ورغم هذه التحذيرات، فإن السلطات المغربية، إلى حدود الساعة، لم تحرك ساكناً للتحقيق في مدى سلامة هذا المنتوج المتداول في الأسواق بشكل عادي، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول دور الهيئات الرقابية وحماية المستهلك في حماية صحة المواطنين.

إن استمرار ترويج “إندومي” في الأسواق المغربية دون رقابة صارمة أو حتى تحسيس الأسر بخطورته، يمثل تهديداً مباشراً للصحة العامة، ويزيد من احتمال تفشي أمراض خطيرة، خاصة بين الفئات الهشة من الأطفال الذين يقبلون على هذه الوجبة بشكل يومي تقريباً.

من هذا المنبر، ندق ناقوس الخطر، وندعو السلطات المختصة — من وزارة الصحة إلى المكتب الوطني للسلامة الصحية — إلى فتح تحقيق عاجل ومعمق في مكونات هذا المنتوج، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المستهلك المغربي، مع إطلاق حملات توعوية موجهة للأسر حول مخاطر الأطعمة الصناعية السريعة التحضير… فهل ننتظر الكارثة لنبدأ التحرك؟