زايوسيتي / إلياس عمراوي
شهدت منطقة سيدي بوهرية بإقليم بركان نهاية الأسبوع الجاري توافد آلاف المواطنين من مختلف مناطق الجهة الشرقية ومن ربوع أخرى من المغرب، لإحياء موسم صدقة سيدي بوهرية، المعروف كذلك بـ”بوعدة سيدي بوهرية”، في أجواء روحانية واحتفالية تعكس عمق التقاليد المغربية الأصيلة.
وقد قامت السلطات المحلية والمسؤولون الجماعيون بنصب خيام كبيرة خصصت لاستقبال الضيوف وتوفير الظروف المناسبة لهذا الحدث السنوي الهام، الذي يعتبر محطة ثقافية واجتماعية بارزة في المنطقة.
وتخللت فعاليات الوعدة تنظيم مهرجان التبوريدة، حيث شاركت فيه عشرات “السربات” القادمة من مختلف المناطق المغربية، وخاصة من الجهة الشرقية، حيث استعرض الفرسان مهاراتهم في الفروسية التقليدية، وسط تصفيقات وإعجاب الجماهير الغفيرة التي تابعت العروض.
وكما جرت العادة، تم تنظيم مأدبة غداء جماعية على شرف الحاضرين، قُدم خلالها طبق الكسكس باللحم، في طقس يعيد إلى الأذهان كرم الأجداد وروح التضامن المجتمعي التي لطالما ميزت مثل هذه المناسبات.
وقد لاقت هذه المبادرة استحساناً كبيراً من قبل الزوار والمشاركين، الذين دعوا إلى تطويرها أكثر في السنوات القادمة، لما لها من دور في إحياء الذاكرة الجماعية وتعزيز أواصر الانتماء والارتباط بالتقاليد والموروث المحلي.
يذكر أن موسم سيدي بوهرية يعد من بين التظاهرات التراثية التي تربط الماضي بالحاضر، وتمنح للأجيال الجديدة فرصة لاكتشاف مكونات ثقافتهم الشعبية في أبهى صورها.