عبد المومن حاج علي
في مشهد نادر يعيد الثقة في قيم النخوة والإنسانية، أقدمت شركة بيجو على خطوة لاقت استحسانا واسعا، حين قررت إهداء سيارة جديدة من طراز “بيجو 208” للشاب المغربي نور الدين، مكافأة على سلوك بطولي قل نظيره، أبان فيه عن شجاعة وتفان في إنقاذ سيارة شخص مسن وتجنيب مستعملي الطريق لحادث مميت.
وشهدت الطريق الرابط بين منطقتي الرشاد ومديونة، وتحديدا في نقطة تواجد سد قضائي تابع لعناصر الدرك الملكي، تفاصيل التدخل البطولي، حين لاحظ نور الدين، الذي كان يقود سيارته القديمة من نوع “بيجو 205″، أن سيارة من نوع “هوندا” تتحرك ذاتيا في منحدر حاد، بينما صاحبها، وهو رجل طاعن في السن، يركض خلفها في مشهد مهيب، تعلوه الصرخة وتكتنفه الخطورة، ليقرر دون تردد، اعتراض مسار السيارة الهاربة بسيارته، معرضا نفسه ووسيلته للأذى، في محاولة للحد من الخطر القادم.
ونجح نور الدين في توقيف السيارة المتحركة، ليمنع بذلك ما كان يمكن أن يتحول إلى مأساة على الطريق، سواء بالنسبة للمسن الملهوف أو لمستعملي الطريق الآخرين، لكن هذا التحرك النبيل لم يمر دون جزاء، إذ سرعان ما انتشرت صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو داخل مقر شركة بيجو بعين السبع، حيث أكدت مصادر متطابقة أن الشركة صنعت له مفاجأة مؤثرة، وسلمته سيارة جديدة كعربون تقدير لما قام به.
وأثار الحدث موجة من التفاعل والتعاطف والإشادة، حيث اعتبر كثير من المغاربة أن ما قام به نور الدين درس حي في المسؤولية المدنية وصدق النية، في زمن أصبحت فيه مثل هذه المبادرات النادرة مدعاة للفخر والاعتزاز، كما لقيت مبادرة شركة بيجو هي الأخرى إشادة واسعة، باعتبارها نموذجا يحتذى به في تقدير المواطن الصالح وتشجيع الأفعال النبيلة التي تبني الثقة وتعزز روح المواطنة.
ولم يكن نور الدين في حاجة إلى شهرة أو مقابل حسب ما أكد، لكنه نال التقدير الذي يستحقه، ليس فقط من الشركة الفرنسية، بل من مجتمع بأكمله وقف إجلالا لردة فعله النابعة من ضمير حي، وعين ساهرة على سلامة الآخرين.