عبد الاله بوسحابة
في سن صغيرة لا تتجاوز الـ 17 سنة، يواصل نجم الكرة الإسبانية “لامين جمال”، ذي الأصول المغربية، البصم على مسار استثنائي في عالم كرة القدم، ليصبح بذلك أحد أبرز الوجوه الشابة التي تُنبئ بمستقبل مبهر في عالم المستديرة.
ففي وقت لم يتوقع فيه أحد أن يظهر لاعب بهذه القدرات العالية في هذا السن المبكر، استطاع “لامين جمال” أن يُثبت نفسه كأحد أهم لاعبي الجيل الحالي، ليس فقط في إسبانيا ولكن على الساحة الكروية العالمية ككل.
منذ لحظة انطلاقته الأولى مع برشلونة، بدأ “لامين جمال” يلفت الأنظار بمستوى فني عالٍ وأداء متميز. في موسم 2022/2023، كان أحد اللاعبين الرئيسيين في فوز فريقه بلقب دوري الدرجة الأولى الإسباني، ليؤكد للجميع أن موهبته تتجاوز حدود التوقعات. ولم يقتصر نجاحه على المسابقات المحلية، بل استمر في تحقيق الإنجازات مع فريقه، حيث توج بلقب كأس السوبر الإسباني 2024/2025، ثم أضاف إليه لقب كأس ملك إسبانيا في نفس الموسم، ليؤكد أن سرعته، تقنياته، ورؤيته للعبة جعلته من اللاعبين الذين يعتمد عليهم الفريق في كل لحظة حاسمة.
لكن ما يميز “لامين” ليس فقط إنجازاته مع برشلونة، بل ما قدمه مع منتخب إسبانيا في كأس الأمم الأوروبية 2024. في هذه البطولة، قدم اللاعب أداءً مذهلاً، حيث قاد بلاده إلى الفوز باللقب القاري بفضل مهاراته الاستثنائية وهدوئه في الأوقات الصعبة. حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، وهو إنجاز يعكس تأثيره الكبير على مجريات المباريات. كما أضاف جائزة أفضل صانع ألعاب، وجائزة أفضل مساهم بالأهداف، بالإضافة إلى جائزة أجمل هدف في البطولة، ليؤكد أنه لا يتوقف عن إبهار العالم.
ومن جهة الجوائز الفردية، لم يكن غريبًا أن يحصل “لامين” على جائزة كوبا لأفضل لاعب شاب في العالم لعام 2024، ما يعكس تميز أدائه على الساحة الدولية، ويُظهر أنه واحد من أكثر اللاعبين الذين يُنتظر منهم الكثير في المستقبل. علاوة على ذلك، أُعلن عن فوزه بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإسباني لموسم 2023/2024، بعد تقديمه مستوى فني عالٍ جعله أحد أبرز النجوم في البطولة.
كما يمتلك “لامين جمال” مزيجًا نادرًا من السرعة، المهارة، والقدرة على خلق الفرص لزملائه في الفريق. لكن ما يميز هذا الشاب ليس فقط قدراته البدنية والفنية، بل أيضًا نضجه العقلي داخل الملعب.
رغم صغر سنه، يثبت “لامين” في كل مباراة أنه لا يُظهر فقط مهارات متميزة، بل يظهر عقلية قوية، وقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة.
وإذا كان المستقبل لا يزال مفتوحًا أمامه، فإن مسيرة “لامين” تظل في بدايتها، ومع كل إنجاز يحققه، يقترب أكثر من أن يصبح أحد أساطير كرة القدم الحديثة، ولا شك أن السنوات القادمة ستشهد المزيد من النجاحات لهذا اللاعب الشاب الذي بدأ يكتب اسمه بين عمالقة اللعبة عبر العالم.