زايو سيتي
في مشهد مأساوي صادم، عُثر مساء أمس الجمعة على جثة شابة ثلاثينية ملقاة بأحد الحقول بمنطقة بلاد الخمالشة التابعة للخزازرة، دائرة ابن أحمد، بعدما تعرضت لضربة مميتة بواسطة آلة حادة على مستوى الرأس. الجثة نُقلت إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات لإجراء التشريح الطبي، في وقت تم فيه إسعاف إحدى مرافِقات الضحية التي نجت من الموت بأعجوبة لكنها أصيبت بجروح خطيرة استدعت نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.
الحادثة خلفت حالة من الغضب والاستياء العارم في صفوف الساكنة المحلية، خاصة بعد أن تم الكشف عن أن الضحية سبق لها أن تقدمت بأكثر من 15 شكاية ضد الجاني، الذي تجمعه بها صلة قرابة، دون أن تلقى شكاياتها الاهتمام اللازم أو يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية الكفيلة بحمايتها.
ليس هذا فقط، بل تشير المعطيات إلى أن المتهم في عدد من الجرائم ببن أحمد والمعروف بـ”سفاح بن أحمد”، الذي ألقت عناصر الدرك الملكي القبض عليه، سبق أن تلاحق بحقه نحو 59 شكاية، وهو رقم صادم يطرح أكثر من علامة استفهام حول طريقة تعامل مصالح الأمن والدرك مع قضايا التهديد والعنف والاعتداءات.
الضحية كانت قد صرحت قبل وفاتها في مقابلات مع إحدى القنوات الإلكترونية، أنها تواجه اعتداءات مستمرة من طرف أشخاص يرعون في أرض كانت ملكًا لوالدتها قبل أن تشتريها، واضطرت لتقديم سلسلة من الشكايات أملاً في وضع حد لهذه التهديدات، غير أن تقاعس الجهات المعنية عن التدخل العاجل فتح الباب أمام هذه النهاية المأساوية.
وتعيد هذه الجريمة البشعة إلى الواجهة النقاش حول ضرورة مراجعة آليات التعامل مع شكايات المواطنين، خاصة تلك المتعلقة بالتهديدات الجسدية والنزاعات العقارية، حمايةً للأرواح وضمانًا لسيادة القانون، مع محاسبة أي تقصير محتمل قد يكون ساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في وقوع هذه الفاجعة.