زايو سيتي: فريد العلالي/ محمد عزاوي
لازال مسجد تنملال يسكن الذاكرة الجماعية المشتركة لأهل تنملال والمنطقة ككل من سواحل كبدانة المتوسطية إلى أولاد ستوت جنوبا، ومن أنجاد وبني ايزناسن شرقاً إلى قلعية وقبائل الريف غربا.
تقع جماعة تنملال في شمال شرق مدينة زايو على بعد سبع كيلومترات، وتنتمي ترابياً وإدارياً لإقليم الناظور، وبالضبط إلى جماعة أولاد داود زخانيين، إلا أنها اقتصاديا واجتماعيا أكثر ارتباطا بمدينة زايو بحكم القرب الجغرافي.
وقد اشتهرت الجماعة منذُ قرون بوجود مسجد تنملال الذي ظل ولازال يشكل جزءا من كيانها وتراثها وهويتها المحلية وجمعت بينهما علاقة جدلية وحميمية وعفوية، لم تزدها الأزمان إلا رسوخا ولازالت الذاكرة المحلية تحمل عن هذا المسجد العديد من الصور اللامعة والمُشعة المرتبطة بلحظات التحصيل المعرفي والعلمي في مختلف مناحي العلوم الشرعية، فضلاً عن لحظات العبادة والذكر والقيام وحفظ القرآن، وتأصيل ثقافة الخير وتكريس العادات المغربية الأصيلة القائمة على قيم التضامن والتآزر والمحبة والوفاء ولإخلاص والتسامح.
أمّا بالنسبة لعمر هذا المسجد فجميع الروايات والشهادات تتفق على أنه يزيد عن قرنيين من الزمن، بل تذهب أخرى أنه يقترب من ثلاثة قرون نظراً لقدم تعمير المنطقة.
وبما أن هذا المسجد لازال يسكن الذاكرة الجماعية المشتركة لأهل تنملال، أخذت مجموعة من الفعاليات بالمنطقة على عاتقها زمام إحياء هذا الصرح الديني عبر توسعته من أجل استرجاع بريقه والعودة إلى أداء الوظيفة التي كانت تناط به، وذلك عبر تبرعات عدد من المحسنين.
في برنامج “مساجد لها تاريخ” سنتعرف أكثر على هذا الصرح الديني ومراحل توسعته.