زايو سيتي: وفاء احجيرات
تشهد مدينة الناظور وعدد من المدن المغربية حالة استنفار أمني غير مسبوق، بعدما أصبحت محلات بيع المجوهرات هدفًا لسلسلة من السرقات الاحترافية التي نفذتها – حسب التحريات الأولية – سيدة واحدة توصف بالغموض والدقة العالية في التنفيذ.
ففي أقل من شهرين، تم تسجيل أكثر من ثلاثين عملية سرقة، كلها بنفس الأسلوب، ونُفذت بشكل متقن دون أن تترك أي أثر واضح خلفها، ما جعل المحققين في حيرة من أمرهم، وزرع الرعب في نفوس مهنيي قطاع المجوهرات الذين باتوا يشعرون بأنهم أمام خصم “غير مرئي”.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن السيدة المشتبه بها تدخل المحلات بهدوء وأناقة لا تثير الشبهات، وتتمكن من تحويل انتباه البائع في لحظة خاطفة، لتغادر بعدها دون أن يُلاحظ أي شيء مريب، إلى أن يُكتشف لاحقًا أن قطعة أو أكثر من الذهب قد اختفت.
الأكثر غرابة هو أن الكاميرات، حين تكون متوفرة، لا تقدم الكثير من الأدلة، إذ غالبًا ما تظهر السيدة وهي ترتدي قبعة أو نظارات تخفي ملامح وجهها، فيما تشير بعض الشهادات إلى استخدامها أساليب تمويه نفسي وسلوكي احترافية قد تدل على تدريب مسبق أو خلفية في مجالات دقيقة.
هذه السرقات المتكررة فتحت الباب أمام تساؤلات حارقة حول مدى تأمين محلات بيع الذهب، وحول ضعف آليات المراقبة في القطاع. وقد عبّر عدد من أصحاب المحلات عن استيائهم من غياب الحماية الكافية، مطالبين بتعزيز التدخلات الأمنية، وتوفير أنظمة مراقبة أكثر تطورًا، بل وصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بتركيب بوابات أمنية في مداخل المحلات.
وفي ظل هذا الوضع المتوتر، كثّفت المصالح الأمنية من حملاتها الاستباقية، وبدأت في تنسيق جهودها بين المدن لتتبع خيوط القضية. لكن إلى حدود الساعة، لا تزال “السيدة الشبح” طليقة، وهو ما يعمّق من غموض القصة ويزيد من الضغط على الأجهزة المعنية.
وتبقى الأسئلة معلقة: من تكون هذه السيدة؟ وهل تعمل ضمن شبكة منظمة؟ أم أنها عقل مدبر يتحرك بمفرده؟ وهل ستتمكن السلطات من فك لغز هذه العمليات المتقنة التي أعادت إلى الأذهان سيناريوهات الأفلام البوليسية؟