محطة الطاكسيات بزايو.. صورة أخرى على العشوائية وسوء تدبير المجال

زايوسيتي / أسامة اليخلوفي

تتجدد مظاهر العشوائية وسوء التدبير الحضري بمدينة زايو، وهذه المرة من خلال مشروع محطة سيارات الأجرة الكبيرة الجديدة، التي أقامتها الجماعة في موقع أثار الكثير من الجدل والانتقادات منذ الإعلان عن إنشائها.

القرار، الذي اتُّخذ دون إشراك الفاعلين المهنيين أو فتح باب النقاش العمومي، وُوجه منذ البداية برفض واسع من طرف الساكنة والمهتمين بالشأن المحلي، نظراً لما يحمله من تداعيات سلبية على المحيط المجاور للمحطة.

فالموقع الذي اختارته الجماعة لبناء المحطة يقع مباشرة أمام مؤسسة تعليمية، ما يزيد من خطر وقوع حوادث سير قد تطال التلاميذ، خصوصاً في أوقات الذروة. كما أنها توجد بجوار دار الطالبة، التي تحتضن عدداً من التلميذات القادمات من مختلف المناطق، ما يطرح احتمال تعرضهن لمضايقات أو تحرش في محيط لا يخضع للمراقبة الصارمة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالموقع الذي يقع على شارع رئيسي وحيوي يشهد حركة سير دؤوبة، يزيد من احتمال وقوع حوادث خطيرة، خاصة مع غياب بنية تحتية تراعي شروط السلامة الطرقية والتنظيم الحضري السليم.

أمام هذا الوضع، يتساءل الكثيرون عن منطق الجماعة في اتخاذ قرارات مصيرية تمس حياة المواطنين دون إشراك المهنيين المعنيين، من سائقي الطاكسيات وهيئات المجتمع المدني، ما يؤكد مرة أخرى غياب المقاربة التشاركية في تدبير الشأن العام المحلي.

والأدهى من ذلك، أن المشروع اكتمل من حيث البناء، لكنه ظل غير مستغل، ما يكشف بوضوح غياب استراتيجية واضحة لدى الجماعة لإنجاحه، وتحويله من مجرد بناية إلى مرفق فعلي يخدم المدينة وساكنتها.

إن إنجاز مشروع ثم تركه دون استغلال لا يعد فقط مؤشراً على ضعف التخطيط، بل يمثل وجهاً صارخاً من أوجه هدر المال العام، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى توجيه الموارد نحو مشاريع فعالة وذات جدوى اجتماعية واقتصادية.

في انتظار توضيح من الجهات المسؤولة، تبقى محطة الطاكسيات الجديدة بزايو شاهداً على فشل آخر في إدارة الشأن المحلي، وصورة مصغرة لعقلية التسيير المنفرد التي لا زالت تهمش صوت المواطن ولا تُولي الأولوية للمصلحة العامة.