عادت نيران الخطاب العنصري لتشتعل مجددا في إسبانيا، بعدما تم تسجيل سلسلة من الهجمات اللفظية الموجهة ضد لاعبين من أصول مسلمة، تزامنا مع شهر رمضان المبارك، ما أثار قلقا واسعا في الأوساط الحقوقية والرياضية.
ووفق ما أوردته صحيفة “آس” الإسبانية، فقد رصد المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكره الأجانب (Oberaxe)، في تقريره الشهري الصادر عن وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، ارتفاعا مقلقا في وتيرة التحريض ضد المسلمين، خصوصا خلال شهر مارس الذي تزامن مع بداية الصيام لدى الجالية المسلمة.
وأفاد التقرير بأن لاعبين بارزين كالشاب لامين جمال، المتألق في صفوف برشلونة، وبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، قد تعرضا لتعليقات عنصرية مسيئة على خلفية ممارستهم الشعائر الدينية المرتبطة برمضان، مشيرا إلى أن بعض الرسائل وصلت حد الدعوة لطرد صاحب 17 سنة من المنتخب الإسباني بل ومن البلاد ككل.
كما أشار التقرير إلى أن التعليقات لم تقتصر على اللاعبين فحسب، بل انسحبت لتشمل أفرادا من الجالية المسلمة بشكل عام، واصفا هذا النوع من الخطاب بـ”العدائي والممنهج”، والذي يقدم المسلمين كمصدر تهديد مفترض لـ”الهوية الوطنية”.
ووفق المصدر ذاته، فقد تم تسجيل ما نسبته 5٪ من مجمل خطابات الكراهية التي تم رصدها في شهر مارس كموجهة ضد ممارسات دينية، فيما انصبت نحو 49٪ من المضامين المحرضة على موضوع “الأمن العام”، مستهدفة بالأساس مهاجرين من أصول مسلمة أو شمال إفريقية.
وفي السياق ذاته، انتقدت الوزارة ضعف تجاوب كبريات المنصات الرقمية مع التنبيهات الموجهة بشأن هذه المضامين، حيث لم تحذف منصة “X” ولا “يوتيوب” أي محتوى من التقارير المبلّغ عنها، في حين لم تتجاوز نسبة التفاعل 8٪ على “فيسبوك” و23٪ على “إنستغرام”، مقابل 92٪ على “تيك توك”.
ويستمر المرصد في دعوة السلطات والمنصات الرقمية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في الحد من تصاعد هذه الظاهرة، خاصة حين تمس رموزا رياضية مؤثرة في المجتمع، وتشكل تهديدا صريحا لمبدأ التعدد والتعايش داخل الدولة الإسبانية.