أعرب رئيس حزب “فوكس” اليميني المتطرف في مليلية المحتلة، خوسيه ميغيل تاسندي، عن دعمه للمبادرات التي ينوي رجال الأعمال في المدينة تنظيمها لتسليط الضوء على ما وصفه بـ”خداع الجمارك”، وذلك في أعقاب البيان المشترك الصادر عن اتحادات رجال الأعمال في سبتة ومليلية الذي انتقد ما أسماها “التأخيرات المتكررة في فتح الجمارك مع المغرب والغموض المحيط بالمفاوضات مع الرباط”.
وقال المسؤول الحزبي الإسباني: “في فوكس نعتقد أن رجال الأعمال يجب أن يتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا، حتى من خلال النزول إلى الشارع، ونحن مستعدون لدعم أي مظاهرة أو احتجاج عام قد ينظمونه”.
وانتقد المتحدث ما قال إنه “سماح إسبانيا للمغرب بتقييد نوعية المنتجات التي يمكن تصديرها من مليلية عبر الجمارك”، معربًا عن استيائه من أن “المواطنين يتلقون هذه المعلومات من رجال الأعمال وليس من خلال وفد الحكومة الذي لم يشرح سبب قصر الصادرات على منتجات معينة مثل الأجهزة الإلكترونية ومنتجات النظافة”، وفق ادعائه.
واتهم تاسندي السلطات الإسبانية بـ”عدم التعامل بشفافية مع قضية الجمارك”، مشيرًا إلى أن “المعلومات التي تصل للرأي العام تقتصر على ما تنشره الصحافة، فيما يبقى الغموض سيد الموقف بشأن بقية الأمور”.
كما وجّه المسؤول اليميني المتطرف انتقادًا لوزير داخلية بلاده، فرناندو غراندي مارلاسكا، بعد تصريحاته التي قال فيها إنه “لا توجد عراقيل في جمارك مليلية”، مشيرًا إلى “حادثة إعادة شاحنة إسبانية من ميناء بني أنصار بعد فرض ضريبة جديدة عليها، مما يجعل التصدير غير مجدٍ” وفق زعمه.
وفي ختام حديثه، طالب تاسندي وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، بـ”تقديم توضيحات بشأن مفاوضاته مع المغرب التي استمرت لأكثر من عامين”، معتبرًا أنها “لم تؤتِ ثمارها بل أضرت بمصالح مليلية، حسب قوله”.
وتعكس هذه التصريحات، وفق مراقبين، تخوفاً واضحاً من النفوذ المتزايد للمغرب في المنطقة، خاصة بعد الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، ذلك لأن المملكة المغربية، كدولة ذات سيادة، لها كامل الحق في اتخاذ قراراتها السيادية بما يخدم مصالحها الوطنية، في مواجهة محاولات بعض الأحزاب الإسبانية المتطرفة التي تحاول استغلال ملف الجمارك للتأثير على العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي لا تعبر إلا عن نزعة استعمارية قديمة تجاوزها الزمن.