يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام أدوية ومكملات غذائية يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى قدرتها على تأخير الشيخوخة وتحسين حيوية البشرة والجسم. لكن ما مدى فعالية هذه المنتجات؟
توضح الدكتورة إيمان التازي، أخصائية التغذية بمدينة فاس، أن الأدوية والمكملات الغذائية التي يتم الترويج لها كوسيلة لتأخير الشيخوخة غالبا ما تكون غير صحية.
تجنب الاستهلاك العشوائي
تشير التازي، في تصريح لـSNRTnews، إلى أن بعض هذه المكملات تحتوي على مكونات مثل “الكولاجين”، “الريسفيراترول”، وفيتامين “C” ووفيتامين “E”، التي يعتقد أنها تساهم في تعزيز صحة البشرة والتقليل من آثار الأكسدة. غير أن الدراسات العلمية لم تثبت بشكل قاطع فعاليتها في تأخير الشيخوخة البيولوجية، مشددة على أن الحفاظ على الشباب والصحة يتطلب نمط حياة متكامل وليس مجرد الاعتماد على مكملات غذائية.
وأضافت أن التسويق لهذه المنتجات غالبا ما يكون مبالغا فيه، ولا يستند إلى دراسات علمية دقيقة، موضحة أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الفاو نادرا ما تعترفان بهذه المكملات كعلاج فعال لتأخير الشيخوخة.
وأكدت الدكتورة التازي على أهمية استشارة الطبيب قبل استخدام أي منتج من هذا النوع، محذرة من استهلاكها بشكل عشوائي.
ارشادات طبية
كما أوصت بالاعتماد على طرق طبيعية للحفاظ على الصحة والنشاط، من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل السكريات والدهون الضارة، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم، واستخدام واقي الشمس للحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
بدوره، يؤكد الدكتور محمد لغلاوي، رئيس جمعية أطباء الجلد، أن العلم لم يتوصل بعد إلى تطوير أدوية ومضادات حيوية يمكن للإنسان استخدامها في علاج الشيخوخة، أو تأخير تقدم العمر.
وأفاد لغلاوي، في تصريح لـSNRTnews، أن العلاجات المتوفرة حاليا تبقى باطنية، مثل الحقن بالإبر أو شد الوجه أو استعمال الكريمات التي تساعد البشرة في إنتاج مادة “الكولاجين”، غير أن الطب لم يتوصل بعد لأدوية فعالة 100 في المائة لتأخير تقدم العمر.
وجهة نظر مخالفة
ترى البروفيسور منى معمر، رئيسة وحدة طب الشيخوخة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، أن بعض المكملات الغذائية قد تساهم في تأخير ظهور علامات الشيخوخة، شرط تناولها خلال فترة الشباب وقبل بلوغ سن الخمسين.
وتنصح معمر، في تصريح لـSNRTnews، باتباع عدد من الممارسات الوقائية التي تسهم في الحد من آثار الشيخوخة، مثل ممارسة الرياضة، وتناول الفيتامينات ذات الفعالية الوقائية، مثل “أوميغا 3” وفيتامين “C”، والابتعاد عن الضغط النفسي.
كما تشدد على أهمية التوازن بين التغذية الصحية الغنية بالمغذيات والابتعاد عن الوجبات السريعة.