استوعب الناخب الوطني وليد الركراكي ومعه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم درس صفعة لامين يامال سريعا، باستدعاء مُبَكِّرٍ لخريج أكاديمية برشلونة “لاماسيا” ولاعب بايرن ميونخ الألماني، آدم أزنو، لمنتخب الكبار قبل تحرك الاتحاد الإسباني لكرة القدم لضمه.
ورغم أن رغبة أزنو كانت الفيصل في اختياره قميص “الأسود”، سارع الركراكي إلى قطع الشك باليقين وأوصد الأبواب على “لاروخا” باستدعاء الموهبة الشابة للعملاق الألماني للمشاركة في الجولتين الافتتاحيتين لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 ضد الغابون وليسوتو الأسبوع المقبل.
أزنو، الذي وقع عقده الاحترافي الأول في ماي الماضي مع البايرن حتى صيف سنة 2027، خطف الأضواء منذ انضمامه إلى الفريق الألماني سنة 2022، لكنه لم يسجل بعد حضوره الرسمي مع الفريق الأول.
ووضع مدرب بايرن الجديد، فينسنت كومباني، الموهبة المغربية ضمن خططه في الاستعدادات الصيفية للموسم الحالي، ما يفتح له الباب ليكون ضمن اللاعبين الذين سيعتمد عليهم البلجيكي مستقبلا، رغم أنه لم يستدعه لمباراة الأحد الماضي برسم الجولة الأولى من “البوندسليغا” ضد فولسبورغ.
كومباني المتطلّب، ظهر في استعدادات البافاري عنيفا ومتشددا في التدريبات، لكن اللاعب الشاب القادم من أكاديمية برشلونة كان من بين اللاعبين القلائل الذين كان راضيا عن مستواهم في فترة الاستعدادات للموسم.
ووفق الصحافة المحلية، فقد ترك آدم أزنو انطباعا جيدا لدى كومباني، وقد يصبح في وقت وجيز خيارا فعّالا في التشكيلة الأساسية، سيما بعد إصابة جوسيب ستانيسيتش، وأخبار اقتراب رحيل ألفونسو ديفيز.
وفي المباراة الإعدادية ضد زيوريخ الأحد الماضي، فجّر المغربي شيئا من موهبته بتمريرتين حاسمتين ساهم بهما في تسجيل الهدفين الأول؛ بعد فاصل مهاري راوغ به المدافع قبل أن يسدد كرة قوية ارتدت لزميله مايكل أوليسي الذي سددها بسهولة في الشباك (1-0)، والثاني بعدما هيأ الكرة برأسه لهاري كين داخل منطقة الجزاء، قبل أن يضعه الأخير في المرمى (2-0).
وارتشف أزنو أبجديات كرة القدم داخل أكاديمية نادي برشلونة الإسباني “لاماسيا” بعدما تدرج في فئات شبابها بين عامي 2019 و2022، وتشرب بشكل كبير فلسفة الكتلان “تيكي تاكا” في الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط إضافة إلى سرعته الكبيرة ومهاراته، ما جذب اهتمام مسؤولي عملاق بافاريا وعمره لا يتجاوز 16 ربيعا (2022).
في الموسم الماضي، شارك أزنو في 23 مباراة مع فريق بايرن تحت 19 عاما في الدوري الألماني ودوري الشباب، وسجل ثلاثة أهداف وقدم خمس تمريرات حاسمة. وشارك اللاعب الشاب أيضا في 11 مباراة في الدوري الإقليمي البافاري، وساهم فيه بتمريرة حاسمة واحدة فقط.
مع شباب بايرن، وظف صاحب الـ18 ربيعا ظهيرا أيسر في غالب المباريات رغم ميولاته الهجومية نحو مركز الجناح، وأظهر مستويات مميزة جعلته من اللاعبين الشباب المتوقع أن يصعدوا سريعا للفريق الأول.
إضافة إلى أهدافه وتمريراته الحاسمة، فإن أزنو يعد ثاني أكثر مراوغ في دوري الشباب الألماني، وفق تقارير ألمانية. الأمر الذي برهنه في مباراة زيورخ الإعدادية الأخيرة، عندما ساهم في هدفين، وقام بمراوغات ناجحة أعطت أفضلية لناديه الألماني في البناء السريع للهجمات.
دفاعيا، تشير تقارير ألمانية إلى أن آدم أزنو لم يظهر بالمستوى المتوقع في الخط الخلفي مع فريق بايرن ميونخ لأقل من 19 عاما، إذ احتل المركز العاشر بين اللاعبين الذين فازوا بأكبر عدد من النزالات الثنائية في المباريات.
كما أن المباريات التجريبية مع بطل ألمانيا 33 مرة، تضيف المصادر ذاتها، أظهرت أن أزنو لا يزال يفتقر إلى الخبرة التي تمكنه توزيع مجهوده البدني على دقائق المباراة كاملة، كما أنه سيحتاج إلى بعض الوقت للتأقلم مع الإيقاع العالي لكبار البافاري.