زايو سيتي:
استضافت الجريدة الالكترونية “زايو سيتي.نت” الفاعل الجمعوي والمُدوّن المهجري جمال الغازي، سليلُ حاضرة الناظور المقيم بالديار الألمانية، للحديث معه عن مختلف الموضوعات والاكراهات التي تـُواجه الجالية داخل أرض الوطن، و بعضاً من فلتات الزّمن الناظوري الجميل وومضاته البرّاقة إبّان فترة سبعينات وثمانينات القرن الماضي، مُبيّنا أبرز سمات الوضع الاجتماعي، راسماً ملامح الجوّ السياسي السائد آنذاك، فضلا عن تصوير القيّم التي اتسم بها المجتمع أيامئذٍ، دون أن يغفل استحضار الشخصيات التي كان لها الأثر البالغ على حياته.
وتحدث الغازي عن مرحلة الطفولة في حي (بوبلاو) والتي قال عنها “كانت بالنسبة لي نقطة انطلاقة في البحث عن مكاني في الوسط الفني، وحاولت أن أشق طريقي رغم العراقيل والحياة الصعبة، وهنا أتحدث عن أواسط السبعينيات حينما كان بوبلاو حيّ المحبة والعطاء والتكافل الاجتماعي والجيرة الطيبة النقية، وهناك تعلمت مفهوم “ثويزا” عند إريفيين، وأحسست به في هذا الحي الشعبي الذي اعتبره مدرسة تربيت فيه وتعلمت فيه معنى القناعة والبساطة ونكران الذات.
وأضاف الغازي يقول: “منذ طفولتي كنت مُولعاً بالتراث حيث كنت كثير الدندنة حتى في الخلوة، وكنت دائما أحب دندنات غير مقلدة وأحاول التجديد فيها مع مراعاة الإيقاع، كان الفن هواية أجد فيها شفاء لما في النفس، ولكن مع الأسف الشديد في ذلك الزمان لم نجد من يحتضننا ويوجهنا في تلك الفترة المبكرة الأليمة”، مؤكدا في السياق ذاته “إلا أنّ تأثري بالتراث المحلي وميولاتي اليسارية واستماعي للأغاني الملتزمة التي كانت رائجة في تلك المرحلة، جعلتني أفكر في تأسيس مجموعة “ثرلي” الغنائية في 1979..”.
وعن مدينة الناظور، تحدث الغازي وفي حلقه غصّة بقوله: “كجالية مغربية ناظورية من حقنا أن نحلم أن تكون مدينتنا مزدهرة لها بنية تحتية قوية وصلبة فيها آفاق واعدة في كل الأصعدة الاجتماعية، الثقافية والإقتصادية يجد فيها المواطنون حاجياتهم الضرورية في الصحة والعمل والتكوين، وعليه فما نطالب به ليس مستحيلا بل حقا من الحقوق الدستورية”
وأوضح ذات المتحدث، “حينما نُقيّم عمل المجالس المنتخبة بالناظور، أو نُقدم نقدا بنـّاءً مُحترما وهادفا فإننا ننطلق بكوننا أبناء المنطقة، ولنا غيرة عليها وعلى ساكنتها وليسحقدا عليهم أو تصفية حسابات كما يعتقد البعض، فنحن نعيش في الخارج وليس لنا أطماع سياسية أو انتخابية، وإنما الهاجس الأخلاقي يُحرك فينا ضميرنا ويجعلنا نقول أن الناظور كبوابة أوروبا لا يُشرفها أن تكون كما نراها”.
ولم يُفوّت الفاعل الجمعوي، فرصة هذا اللقاء، للكشف عن المعاناة التي يتكبدها مغاربة العالم، والهموم التي يعيشونها يوميا، مشيراً إلى المشاكل التي تعترضهم أثناء عبورهم إلى أرض الوطن، خاصة في معبر بني انصار الذي اعتبره نقطة سوداء، مؤكداً أن حب الوطن وعمق الانتماء هو الدافع الكبير للمغاربة المقيمين بالخارج، لزيارة بلدهم”.
أما بخصوص مدينة زايو وما تعيشه من عزلة وتهميش، دعا الغازي جميع الأطراف والمسؤولين إلى تكثيف جهودهم لإيجاد حل لهذه المدينة، وعدم تركها تواجه مصيرها لوحدها، مؤكدا بقوله: “الحل هو يجب على جميع أبنائها تكثيف الجهود لإخراجها من براثين الضياع والإقصاء”.
وشدّد المتحدث نفسه على ضرورة التزام كل القطاعات والإدارات العمومية التي تهتم بشؤون المهاجرين ومغاربة العالم، إلى مضاعفة الجهود، وتكثيف التنسيق لتجاوز التحديات والاكراهات التي لاتزال مطروحة، لإيجاد حلول تتناسب و التطلعات الراهنة لمغاربة العالم.
تحية واحترام لهذا الشخص النزيه والمحترم جدا .