محمد سعيد أرباط
نفت شركة “ناتورجي” الإسبانية المتخصصة في الطاقة، وجود أي شرط يجمعها مع الجزائر في مجال استيراد الغاز، يمنعها من بيع حصصها لشركة أخرى، في ردها على وكالة “رويتزر” العالمية للأنباء، التي كانت قد نشرت تقريرا يوم الاثنين الأخير قالت فيه بأن الجزائر تُهدد بقطع امدادات الغاز عليها في حال بيع حصصها لشركة إماراتية.
وقالت الشركة الإسبانية في تواصلها مع “رويترز”، أمس الثلاثاء، بأنه لا يوجد أي شرط في العقود التي تجمعها بشركة “سوناطراك” الجزائرية، يمنعها من بيع حصصها لشركات أخرى، مشيرة إلى أنه في الأصل سبق أن تمت عملية بيع حصصها لأطراف أخرى دون أن يؤدي ذلك إلى أي مشاكل.
وكانت “رويترز” قد نشرت تقريرا قالت فيه بأن الجزائر تُهدد بفسخ عقد بيع وشراء الغاز المبرم بينها وبين شركة “ناتورجي” الإسبانية وتوقيف إمدادات الغاز الجزائري نحو اسبانيا في حال شراء حصص الشركة الإسبانية من طرف الإمارات.
هذا، وكانت شركة “طاقة” الإماراتية، قد أعلنت منذ أسابيع مضت عن قيامها إجراء مفاوضات مع المساهمين في شركة “ناتورجي” الإسبانية المتخصصة في الغاز والطاقة، من أجل اتمام صفقة الاستحواذ على غالبية رأسمالها.
وقالت تقارير إعلامية إسبانية، إن إثنين من المساهمين في “ناتورجي” وهما صندوقا الاستثمار “جي آي بي” و”سي في سي”، اللذان يلمكان 20 بالمائة من رأسمال الشركة، أعربا عن موافقتهما لبيع حصصهما لشركة “طاقة” الإماراتية، في حين أن المساهمين الآخرين لا زالت نتائج المفاوضات بينهم وبين شركة “طاقة” غير واضحة إلى حدود الساعة.
وأضافت التقارير نفسها، أنه بعد التوصل إلى اتفاق نهائي بين “طاقة” وباقي المساهمين في “ناتورجي”، فإن العملية تحتاج في النهاية موافقة الحكومة الإسبانية، بالنظر إلى أن أي استحواذ أجنبي لرأسمال شركة إسبانية بنسبة تفوق 30 بالمائة، تتطلب موافقة الحكومة، من أجل ضمان مصلحة البلاد.
وأشارت المصادر نفسها في هذا السياق، أن الحكومة الإسبانية قد تجد صيغة للحصول على نسبة من رأسمال الشركة من أجل ابقائها تحت السيادة الإسبانية، بالرغم من أن غالبية رأسمال الشركة سيكون لدى شركة “طاقة” في حالة تمت صفقة الاستحواذ.
وقالت الصحافة الإسبانية، إن هذه الصفقة من المتوقع أن تثير القلق في الجزائر، بالنظر إلى أزمة الأخيرة مع كل من أبوظبي والرباط، حيث تتهم الجزائر الإمارات العربية المتحدة بتهديد مصالحها في منطقة الساحل، وفي نفس الوقت، تدعم المغرب في قضية الصحراء.
وأشارت الصحافة الإسبانية إلى وجود توجس من أن المغرب يدعم هذه الصفقة، لكون أن دخول الإمارات العربية المتحدة كفاعل مؤثر في قطاع الطاقة في إسبانيا، وبالأخص في مجال الغاز، قد يضمن امدادات الغاز نحو المغرب من إسبانيا، ومن بينها الغاز الجزائري الذي تفرض الجزائر على الشركات الإسبانية المستوردة عدم تحويله إلى المغرب.