منعت السلطات الإسبانية استيراد شحنتين من الفلفل من المغرب، إثر تلقيها تحذير من نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف الإسباني المعروف بـ”RASFF”، بعد رصد وجود نسبة عالية من المبيدات الحشرية “الكلوربيريفوس” و “فينازاكين” الغير مرخص بهما داخل الاتحاد الأوروبي وفي المملكة عل حد سواء.
وحسب بيانات موقع “هورت انفو“، المختص في تحليل البيانات الفلاحية، وصلت الشحنتان المغربيتان من الفلفل، إلى إسبانيا في 28 أبريل المنصرم، وتم رفضهما عند المركز الحدودي الإسباني، بعدما تبين أنها تحتوي على مواد كيميائية خطيرة غير مصرح بها.
وفي إحدى الشحنات، أظهرت التحليلات وجود المبيد الحشري غير المصرح به “كلوربيريفوس” بنسبة 0.032 ± 0.016 ملغم/كغم – جزء في المليون، فيما يكون الحد الأقصى وهو 0.010 ملغم/كغم – جزء في المليون”، كما تم العثور على آثار لمبيد الحشرات القراد “فينازاكوين” الذي يتكون أساسا من الفوسفاط العضوي الذي يستخدم عادة للسيطرة على الحشرات من خلال رشه على المحاصيل الزراعية.
وإلى جانب هذا، يضيف موقع “هورت انفو“ المختص، بلغت نسبة “الكلوربيريفوس” في الشحنة الثانية المحملة بالفلفل المغربي 0.21 ± 0.105 ملغم/كغم – جزء في المليون، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من مبيد “الفنازاكوين” 0.022 ± 0.011 ملغم/كغم – جزء في المليون”، مشيراً إلى أنه في كلتا الحالتين يكون الحد الأقصى هو 0.010 ملغم/كغم – جزء في المليون.
هذا وأوضح المصدر ذاته أن المبيد الحشري “الكلوربيريفوس”، عالي الخطورة، يعمل على قتل الحشرات بسرعة كبيرة، من خلال الملامسة والابتلاع والاستنشاق، كما أنه يتحكم في نسبة تكاثر مجموعة واسعة من الحشرات الأخرى الماصة والمضغية.
وحظرت المفوضية الأوروبية استخدام “الكلوربيريفوس” بشكل كامل بسبب خطورته، في 6 دجنبر 2019، بعدما توصل مجموعة من الباحثين من كليات الصيدلة والكيمياء الحيوية والطب بجامعة بوينس آيرس (UBA)، بالتعاون مع علماء من جامعة كوماهو الوطنية الأرجنتينية، إلى أن التعرض لجرعات منخفضة من “الكلوربيريفوس” (CPF) يسبب سرطان الثدي.
مبيد فينازاكوين
وبحسب المصادر ذاته، يعمل مبيد “فينازاكوين” أو كما يطلق عليه “مبيد قراد”، على قتل آكلة النباتات والذباب الأبيض عن طريق التلامس والابتلاع، كما له تأثير مستقبلي على مستهلكي المواد الغذائية التي استخدم عليها.
وأكدت عدد من الأبحاث أن مبيد القراد يأدي إلى شلل سريع جدا للمراكز العصبية في جميع الأشكال المتحركة، كما أنه يسبب عند البشر تهيج الجلد والأغشية المخاطية واضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي، وهو دفع المفوضية الأوروبية إلى حظره هو الآخر.
وللإشارة فإن، هذا النوع من الإنذارات ليس الأول من نوعه، حيث سبق للسلطات الإسبانية أن قامت بحجز عدد من الشحنات المغربية الأخرى، محملة بالبطيخ الأحمر “الدلاح”، بالإضافة إلى الفراولة، بحجة احتوائها على مبيدات حشرية غير مصرح بها، وهو ما دفع مصالح “أونسا” إلى عمل تحاليل على عينات من ماء سقي هذه الفواكه، لضمان جودتها وتحديد أي مخاطر صحية محتملة، ليتبين لاحقا أن هذه المواد الزراعية لا تتوفر على مبيدات محظورة عالميا.
وأثار توالي هذه الانذارات، نوعا من الاستياء لدى المهنيين المغاربة، الذي استنكروا ما وصفوه بالادعاءات الكاذبة، معتبرين أن مثل هذه الأنباء جزءا من منافسة غير شريفة تضر بالمنتجات المغربية، خصوصا بعد استهداف المزارعين الإسبان الشحنات المغربية الموجهة للتصدير أكثر من مرة.