زايوسيتي
يتذكر معمروا زايو الجمالية التي كانت عليها الثكنة العسكرية بالمدينة، والمعروفة لدينا باسم “القشلة”، حيث الخضرة تعم المكان، ومياه سيدي عثمان تنهمر داخل فواراتها بشكل بانورامي أخاذ، والنظافة سمة أساسية لمدخل الثكنة.
بنيت “القشلة” من قبل المعمر الإسباني أيام زمن الاحتلال، ومنحها صورة حقيقية عن المعمار الأندلسي الراقي، إذ تشبه إلى حد بعيد البنايات التاريخية العربية ببلاد “الطوريرو”.
ومع جلاء المستعمر الإسباني عن المملكة، بدء العد العكسي لإعلان وفاة معلمة تاريخية بصمت على فترة عمرانية أثثت بنيان زايو، وما بقي منها غير نخلتين شاهدتين على جمالية عمرانية مغتصبة.
وإذا كان الإسبان قد حافظوا عبر تاريخهم عن ماخلفه المسلمون من مآثر، بوأتهم مرتبة متقدمة في سلم السياحة العالمية، فإن زايو همشت تاريخها فبدأت بوأد أقدم بناية بالمدينة، هي القيادة القديمة، وأجهزت على ما تبقى من إرث “سبالة العرب”، وأعدمت كنيسة النصارى، وهي الآن بصدد بناء نعش “القشلة” لتشييعها إلى مقبرة النسيان.
إن الموقع الذي اختاره المعمر لتشييد الثكنة العسكرية ينم عن احترافية هندسية أبدع معها مغتصب الشمال المغربي وجنوبه في بناء أيقونة معمارية، بقيت محتفظة على سمات الجمال والأناقة رغم القتل الممنهج الذي مارسه المسؤولون المحليون في حقها.
أما الآن، ونتيجة الهدم المتواصل والإهمال، فقد أصبحت “القشلة”، مرتعا لمتعاطي المخدرات والسكارى والمشردين في الكثير من أطرافها، وعم البؤس أرجاءها، حتى صرنا نتباكى على زمن مضى لم نشهده.
وأول نظرة يمكن لعابر الطريق الوطنية رقم2 والرابطة بين سلوان وبركان والمارة من زايو، أخذها وهو يشاهد الثكنة العسكرية، هي أن المدينة تفتقد لأشخاص مسؤولين، وقد يعتقد أن زايو مجرد بناء قديم تهاوى بعدما عمره الإنسان وهجره.
أي صورة يمكن أن تأخذها وأنت واقف تشاهد بناية “القشلة”؟ غير صورة واقعية عن نسيان طال المدينة برمتها، وهل يمكن لعابر زايو أن يغريه مشهد البشاعة المرسوم فوق أحد “التوميات” ليحط الرحال بالمدينة؟
صورة “القشلة” تحكي واقعا مريرا نعيشه في زايو مع تاريخنا، الذي تعرض للاستهداف حتى طمست معه ذكريات كانت من المفروض أن تربطنا بالماضي، وتجعلنا نستفيد منه على الأقل سياحيا.
واسمحوا لي أن أطالب الآن كواحد من أبناء زايو، والحسرة تعتصر داخل قلبي، بهدم الثكنة العسكرية، لاستحالة إصلاحها، هدم ستموت معه بشاعة منظر لم يكن ليكون كذلك لو كان بالمدينة شبه مسئول واحد.
مطالبتي بهدم “القشلة” نابع مما أسمعه يوميا من أبناء المدينة الراغبين في تشييد بناء آخر بدل التفرج على أحجار القشلة تتهاوى في صمت، ولكل واحد رأي فيما يجب تشييده هناك، لكنه إجماع على ضرورة الإستفادة من استراتيجية الموقع.
المسؤول هو من دمر كل تلك المعالم التاريخية ،التي كانت مزدهرة بجمالها المعماري الاخاذ في القرن الماضي ،كل هذه الماثر كانت لسنوات تعرف حركة دؤوبة ،خاصة الاي كانت تعرف بالفوسينا ،،تلك الإدارة تعالى عليها عدد هائل من القياد ،والخلاف، والكتاب ،،،حين تذهب لاقتناء شهادة ما ،تحس بهيبة وكأنك في عالم آخر، موظفوا الموسيقا بهندامهم ،وربطة العنق ،واناقة اللبسة الاي كانوا يرتدونها ،في تلك الفترة تحس كأنهم وزراء او اي شيء من هذا القبيل ،،،الحديقة او الباركي كانت من أجمل الحدائق ،لكن تم تخريب معالمها كليا بترميم جد قبيخ لا جمالية فيه ولا اتاقة ،فقدت معالم صورها الذي كان عبارة عن اعمدة جميلة بطريقة هندسية معتبرة وغاية في الجمال ،وشوهوها بذاك الترميم الذي غابت عنه الجمالية وفن المعمار الذي كانتةعليه ،واتلاف كل تلك النباتات والورود والازدهار الاي كانت زين جميع أطرافها وجنباتها ،ورائحة مسك الليل في آخر الليل تعتمد إلى أبعد مسافة من المدينة التي تشمها على بعد كيلومترات خارج المدينة ،،،شكرا لصاحب المقال، ،،وكذلك لاننسى الكنيسة والحديقة التي لا تزال تزال أمامها، لوحدها وهي تحن إلى الماضي الذي دمر عن آخره ولم تبقى الا الاطلال ،وبعضها اندمر كليا