أظهر اللاعب إلياس بن الصغير الوافد الجديد على المنتخب المغربي الذي لا يتجاوز عمره الـ 19 سنة عن نضج كروي كبير كلاعب خط وسط مهاجم في المباراة الودية التي جمعت “أسود الأطلس” ضد منتخب أنغولا بملعب “أدرار” بأكادير.
بن الصغير الذي فضل اللعب للمنتخب المغربي على حساب المنتخب الفرنسي رغم الضغوط الكبيرة التي مورست عليه، كان متألقا في الجناح الأيسر للمنتخب وساهم صناعة العديد من التمريرات العرضية، حيث شكل تهديدا حقيقا على مدافعي المنتخب الأنغولي بفنياته المهارية التي كانت عاملا مساعدا على ربح الثنائيات والتوغل في مربع عمليات المنتخب الأنغولي المتكتل قرب مرماه.
مهارات بن الصغير تضعه في مقارنة عادلة مع اللاعب سفيان بوفال الذي يمتلك مهارات كبيرة ولعب في أندية عريقة في الدوري الفرنسي حيث بدأ مسيرته الكروية في نادي “أنجيه” سنة 2010 قبل أن يتألق ويتقل إلى فريق “ليل” سنة 2015 ثم إلى “ساوثهامبتون” الإنجليزي حيث فجّر موهبته الكرية بأهداف وصفتها الصحافة الإنجليزية بـ”الخرافية” من خلال مراوغاته وإصراره على الامتاع في لعب كرة القدم.
ولم تقف مسيرة اللاعب في الدوري الإنجليزي، بل انتقل إلى الدوري الإسباني سنة 2020 رفقة نادي “سيلتا فيغو” معارا من فريقه الإنجليزي، حيث توج على المستوى الشخصي أفضل مراوغ في “الدوي الإسباني”الليغا” متقدما على لاعبين كبار أبرزهم ميسي وغريزمان.
اللاعب الممتع في لعبه عاد إلى الدوري الفرنسي رفقة فريقه “الأم” أنجي قبل أن يشارك مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر حيث كان لاعبا فاعلا في خط الهجوم بالرغم من أن الجمهور والنقاد الرياضيين يعيبون عليه الاحتفاظ بالكرة بشكل زائد ما يضيع على الفريق الكثير من الهجمات المرتدة التي كان يمكن استغلالها بشكل أفضل.
وبعد مشاركته مع “أسود الاطلس” في كأس العالم بقطر، حيث تألق خصوصا في مباراة ثمن نهائي البطولة ضد المنتخب الإسباني، واحتل بعدها الرتبة الرابعة مع المنتخب المغربي في أهم بطولة كروية عالمية، انتقل سفيان بوفال إلى فريق “الريان” القطري، مما جعل مستواه يتراجع خصوصا بعد فقدانه التنافسية اثر إصابة في الكاحل أبعدته عن الملاعب لعدة شهور.
اليوم، يبرز لاعب آخر في مثل مركز بوفال لكنه أصغر سنا. إلياس بن الصغير البالغ من العمر 19 سنة هو خليفة سفيان بوفال الذي بلغ من العمر 30 سنة، وهو العامل الذي ظهر بشكل كبير في آخر مشاركة لسفيان بوفال مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكوت ديفوار، حيث كانت اللياقة البدنية عاملا سلبيا للاعب الذي غالبا ما كان يتمم شوطا بنفس الإيقاع.
بن الصغير بنفس فنيات بوفال غير أن نجم موناكوا يبدو أكثر فاعلية ولا يتعمد الافراط في الاحتفاظ بالكرة للمتعة فقط، بل يختار بنضج كروي كبير ضرورة المراوغة وضرورات التمرير العرضي أو اختراق الهجوم بفاعلية، وهو ما أظهر ه نجم فريق موناكو الفرنسي في مباراة المنتخب المغربي الودية ضد أنغولا، حيث صنع العديد من الفرص وراوغ بفاعلية مفيدة للهجوم وتحركاته داخل الجناح الأاسر أو ميله لوسط الميدان كان قيمة مضافة لتغطية المساحات المتروكة من لاعبي المنتخب الأنغولي.
بعد مستواه بالأمس وإن كان يحتاج لبعض الوقت لنتعرف أكثر على امكانيته وفاعليته في خط هجوم المنتخب المغربي إلا أن الانطباع الذي تركه بن صغير في أولى مبارياته، يجل من رسميته في المنتخب أمر يناقش بجدية على حساب اللاعب بوفال الذي منح الكثير للمنتخب المغربي لكن عامل السن والإفراط في كثير من الأحيان على الفرجة على حساب الفاعلية يرجحان كفة بن الصغير الذي يمكنه تغذية عمق هجوم المنتخب بكرات قد تكون حاسمة في العديد من المباريات الصعبة التي سيقبل عليها “أسود الأاطلس” سواء في إقصائيات كأس العالم 2026 أو في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستجرى في المغرب.
برؤية فنية ورياضية، على المدرب وليد الركراكي أن يمنح كل الوقت لإلياس بن الصغير لإبراز مكانته وموهبته في مساعدة المنتخب على خلق فعالية أكبر في خط هجومه الذي عانى الكثير في كأس أمم إفريقيا بالكوت ديفوار الأخيرة.