أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن 14 مارس لهذه السنة الذي يصادف اليوم العالمي للكلي يشكل مناسبة للتأكيد والتحسيس بأهمية الانتباه لصحة الكلي و”حث الوعي بالسلوكيات الوقائية من عوامل الخطر المؤدية للإصابة بمرض الفشل الكلوي، الحاد أو المزمن”.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، يوم أمس، أن هذا اليوم العالمي الذي اختير له هذه السنة 2024 شعار “صحة الكلي للجميع، سبيل الوصول العادل إلى الرعاية و الممارسة العلاجية المثالية”، يشكل، كذلك، مناسبة للتحسيس بكيفية التعايش مع هذا المرض.
وسجل المصدر ذاته، أن المغرب يحتفل منذ عدة سنوات باليوم العالمي للكلي، من أجل التوعية بأهمية هذا المرض الذي يعتبر مشكلة صحة عامة حقيقية، مشيرا إلى أن عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي المزمن في مرحلته المتقدمة يقدر بأكثر من 38 ألف مريض، يتابعون علاجاتهم سواء بتصفية الدم (الدياليز Hémodialyse) أو الدياليز الصفاقي أو ما يعرف بالدياليز البيريتوني (Dialyse péritonéale) أو زرع الكلي لدى الحالات التي يمكن أن تستجيب لهذا العلاج الجراحي.
وتبذل الوزارة، بحسب البلاغ، جهودا بالشراكة مع قطاعات حكومية وبمشاركة فاعلة لأطباء الكلي بالقطاع العام والخاص وجمعيات المجتمع المدني الفاعلة في هذا المجال، لتوفير عروض علاجية ملائمة تغطي كل عمالات وأقاليم المملكة، وتمكين المرضى من الوصول إلى العلاج المناسب وتخفيف المعاناة الصحية والمادية المكلفة سواء للمريض ولأسرته ولمنظومة التأمين الصحي.
وفي هذا الصدد، تقدم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الرعاية لنحو 6000 مريض من خلال المراكز العمومية لتصفية الدم (144 مركزا)، كما تعتمد، بالإضافة إلى ذلك، في إطار البرامج الصحية، مجموعة من الإجراءات المهمة للتشجيع على السلوكيات الوقائية وللكشف المبكر عن المرض، خصوصا بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري ومرض ارتفاع الضغط الدموي.
وذكر البلاغ بأن تعميم التغطية الصحية ابتداء من دجنبر 2022، الذي مكن من إدماج المستفيدين سابقا من نظام المساعدة الطبية “RAMED” لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، قد شك ل حدثا بارزا من خلال تمكينهم من الوصول العادل إلى الرعاية الصحية والعلاج في كلا القطاعين العام والخاص، وفق التشريعات الجاري بها العمل.
وأشار إلى أن هذه الجهود توجت في مرحلتها الأولى بالقضاء على لوائح الانتظار الخاصة بالدياليز، حيث لا يوجد اليوم أي مريض بالفشل الكلوي المزمن النهائي ينتظر ولوجه للعلاج بتصفية الدم، وذلك بفعل تحسين الولوجية للعلاج، من خلال إقرار وتفعيل دورية وزارية تنص على توفير العلاج لمرضى الفشل الكلوي المزمن النهائي الذين لا يتوفرون على تغطية صحية من الأشخاص المستفيدين سابقا من نظام المساعدة الطبية، في انتظار تسوية وضعيتهم للانخراط في التأمين الاجباري عن المرض لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وتابع أنه إلى جانب ذلك، تعمل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حاليا على تطوير زرع الكلي كبديل علاجي مثالي لعدد كبير من مرضى الفشل الكلوي في مرحلته النهائية، كما تشتغل بصفة مستمرة على تطوير العرض العلاجي بإنشاء مراكز جديدة لتصفية الدم.
وفي الاتجاه نفسه، يضيف البلاغ، تشتغل الوزارة مع الأطباء المتخصصين بالمراكز الاستشفائية الجامعية لإخراج برنامج تكميلي لتطوير العلاجات بالدياليز الصفاقي، والذي يمكن المرضى، خاصة فئة الأطفال، من الاستفادة من هذه التقنية التي تمكنهم من متابعة حصص تصفية الكلي في محل سكناهم، وممارسة أنشطتهم العادية دونما حاجة إلى التنقل و قضاء ساعات طويلة يوميا، ثلاثة أيام في الأسبوع، في مراكز تصفية الدم والتغيب المستمر عن الدراسة والأنشطة التعلمية والترفيهية الضرورية لنموهم المتوازن.