في خطوة مُلفتة للانتباه، نشرت السفارة الفرنسية بالرباط، اليوم الجمعة، صورا لوزير الفلاحة الفرنسي مارك فيسنو، رفقة نظيره المغربي محمد صديقي، بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس، وهما يقفان لالتقاط الصور أمام الخريطة الكاملة للمملكة متضمنة الصحراء، وهو الأمر يأتي بعد أيام على تأكيد وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، دعم بلاده مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة.
ونشرت السفارة على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الصورة الرسمية للقاء الوزيرين أمام علمي بلديهما، لكنها اختارت بعناية لقطة إضافية، بجودة تقنية أقل، تُظهرهما أمام خريطة المملكة، وكتبت “التقى وزير الفلاحة والسيادة الغذائية مارك فيسنو، بوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، صباح اليوم أمام رواق المغرب في المعرض الدولي للفلاحة بباريس”.
ويوم الاثنين الماضي، حل جدد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني بالرباط، حيث التقى نظيره وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بهدف مُعلن وواضح وهو تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإخراجها من مرحلة الأزمة التي عمرت طويلا، حيث أكد أن ملف الصحراء يتصدر أولويات الرحلة.
وجدد سيجورني التأكيد على دعم بلاده “الواضح والثابت” لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب، مؤكدا أنه بالنسبة لفرنسا “حان الوقت لتحقيق تقدم في هذه القضية”، مذكرا بأن فرنسا كانت أول بلد يدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي سنة 2007، مضيفا أنه “في إطار الاستمرارية المنطقية لهذا الالتزام، حان الوقت لتحقيق تقدم”.
وقال سيجوني إنه، بصرف النظر عن المواقف السياسية، فإن فرنسا تتقدم بمبادرات ملموسة، مشيرا إلى أن بلاده “ترغب أيضا في المضي قدما مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح والاحتياجات” من خلال الحضور بالأخص في المجالين التعليمي والثقافي، مذكرا بوجود مدرستين فرنسيتين بكل من الداخلة والعيون”.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن المعهد الفرنسي أحدث مؤخرا، بتعاون وثيق مع الشركاء المحليين، مركزا ثقافيا متجولا بكل من العيون وبوجدور والداخلة، والذي يلقى نجاحا كبيرا، وسجل أن فرنسا ترغب أيضا في المضي قدما من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة على الخصوص.
وأبرز سيجورني أن فرنسا “ستواكب التنمية في هذه المنطقة من خلال دعم جهود المغرب في مختلف المجالات”، مشددا على أن المملكة “استثمرت بشكل كبير في مشاريع تنموية لفائدة الساكنة المحلية، وفي مجال التكوين والطاقات المتجددة والسياحة والاقتصاد الأزرق المرتبط بالموارد المائية”.
وكانت وكالة التنمية الفلاحية المغربية قد أعلنت، الأسبوع الماضي، مشاركة المغرب للمرة العاشرة في المعرض الدولي للفلاحة بباريس، الذي يقام من 24 فبراير إلى 3 مارس 2024، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وستكون المملكة ممثلة بـ30 مجموعة منتجة و82 تعاونية فلاحية.