ضم إمام مسجدا بعمالة الحي المحمدي عين السبع إلى أملاكه الخاصة، حسب إفادات وعرائض وصور وطلب تحقيق من هيأة حقوقية توصل به والي جهة البيضاء-سطات، الأربعاء الماضي.
وأوردت يومية «الصباح»، في عددها ليوم الجمعة 16 فبراير 2024، أن المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع عين السبع أنجز تقريرا بالصور والفيديوهات حول الخروقات المسترسلة التي يقوم بها إمام مسجد وأبناؤه حولوا مرافقه وقاعات صلاته ومحلاته التجارية ومحراثه إلى ملك خاص، علما أن المسجد ينتمي إلى لائحة الأملاك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأضافت الجريدة أنه، وحسب طلب فتح تحقيق الذي توصل به والي جهة البيضاء-سطات، فإن القيم الديني بدأ مسلسل خروقاته التي توثقها السلطات الترابية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، بسد طريق مندرج في إطار المرافق العامة للجماعة، يفصل بين المسجد والمساكن المجاورة، وتحويله إلى مرآب لسيارته الشخصية، وما تبقى منه شيد فيه محلات تجارية صغيرة.
وحسب وثيقة موقعة من عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، فإن الإمام فتح أيضا لحسابه الخاص محلا لبيع الزيتون، آثار شبهات لدى السكان الذي وجهوا رسالة إلى العمالة، إذ حل قائدة المحلقة 44 وأغلق المحل بالأجر، ما أثر على الهندسة العامة للمرفق وجماليته، وفقا لما أورده المصدر ذاته.
وصعد الفقيه، حسب الوثيقة نفسها، إلى الطابق العلوي للمسجد الذي كان مخصصا قاعة الصلاة للنساء واستحوذ عليه، ببناء مكتب من الخشب والألومنيوم مرفقا بمكان للاستحمام، وقربه مخزن صغير لبعض الأغراض الشخصية، ما حرم النساء من الصلاة، واضطررن إلى الازدحام مع الرجال في الباب الرئيسي، وبعض الأزقة.
ولم يكتف القيم الديني بالطابق العلوي، حسب ما توصل به الوالي من معطيات، بل صعد أيضا إلى سطح المسجد حيث شيد خيمة كبيرة خصصها لإقامة بعض اللقاءات مع أصدقائه وأفراد عائلته، ما أثار حفيظة السكان المجاورين الذين اشتكوا إلى السلطات الإدارية.
وحل قائد الملحقة 44 إلى المكان، وصعد إلى السطح، وأعطى توجيهاته بتفكيك الخيمة، مع توجيه إنذار إلى الإمام الذي استغل مرور الوقت ليعيد تركيب الخيمة نفسها، في تحد للسلطات العمومية، حسب المركز المغربي لحقوق الإنسان.
وفي الواجهة الثانية للمسجد استغل الإمام استنادا إلى الشكاية نفسها، عقدة كراء من الوزارة الوصية لوضع يده على مرفق بمساحة 200 متر مربع علما أن هذا المرفق كان مخصصا لكتاب قرآني، فقام بتجزيئه إلى جزأين واحد فوته لأحد الأشخاص حوله روضا للأطفال، والجزء الثاني إلى محل تجاري.
ويستغل القيم الديني، حسب الوثيقة نفسها، محلا تجاريا لبيع المأكولات الخفيفة غير بعيد عن المدخل الرئيسي للمسجد وتزاحم سقيفته الممر الخاص بالمصلين الذين يتعايشون مع روائح اللحم المفروم المشوي والنقائق ولحم الدجاج والبطاطس المقلية.
أكثر من ذلك، تشير الصحيفة، لا يمنع الازدحام الشديد في المدخل الرئيسي للمسجد المصلين من أداء فرائضهم الدينية فحسب، بل يمنع أيضا دخول وخروج سيارات الأموات تقول الوثيقة نفسها.