زايو سيتي: محمد البقولي
يتذكّرُ جِيل السبعينات والثمانينات والتسعينات بمدينة زايو الحديقة الدائرية المعروفة لدى الساكنة المحلية بـ”باركي الصغير”، التي كانت تلم شباب المدينة كل مساء للترويح عن النفس وأخذ قسط من الحديث فيما بينهم.
واليوم الذي صارت فيه مواقع التواصل الاجتماعي مواقعاً للالتقاء الواقعي تَغَيّب دور هذه المدارة في لَمِّ شمل أبناء المدينة، غير أن ذلك لم يكن ليمنع الاحتفاظ بها في وجدان ساكنة زايو كتراث محلي.
مكانةُ “الباركي الصغير” في ذاكرة أبناء زايو دفعت المجلس الجماعي للسعي نحو تأهيل هذه المعلمة، وقد تم تخصيص جزء من ميزانية التأهيل لها.
بدأت أشغال تهيئة المدارة الواقعة بشارع أحد، لتزداد معها الآمال في حدوث تغيير يضفي الجمال على المكان، مع الاحتفاظ بشكلها العام، باعتبارها تراثا محليا.
ولا يكتمل التأهيل في وجدان أبناء زايو إلا بإقامة مقهى وسط المدارة، حيث أنها عُرفت بوجود مقصف داخلها يقصده الناس من مختلف أحياء وضواحي المدينة.
“الباركي الصغير”شكله دائري، يضفي جمالا على المحيط برمته، بناه الإسبان أثناء احتلالهم للمغرب، وصمموه وفق هندسة تتناسق والمكان الذي وجدت به.
بعد الاستقلال اتخذ محجا للعديدين للترويح عن النفس واستغلال لحظات وسط الخضرة والجمال، وقبله كان الإسبان يعقدون به السهرات الفلكلورية على نغمات “الفلامينكو” الشهيرة، أما نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، فقد كانت مقصدا لأطفال زايو أيام الأعياد، لتمنحهم فرحة مضاعفة بالمناسبة.
انشاء الله يرجع هاذا المكان بحلة جديدة