بقلم: علال زوهري
وأخيراً وبعد طول انتظار وكثرة مقالات، قررت جماعة زايو البدء في أشغال ترميم برج الحمام، بالإضافة إلى تهيئة ساحة البريد والمرافق المجاورة لها، كالحديقة المقابلة لمؤسسة البريد ثم تهيئة ساحات خضراء ومناطق أخرى بالمدينة.
بعيداً عن أن هذه المشاريع كان يجب أن تنجز منذ زمن بعيد لأنّ المعالم المستهدفة تحمل الكثير من التاريخ والمجد والأحداث في جعبتها، حيث إنها قد وجدت مع الاستعمار الإسباني (وهنا أتحدث عن برج الحمام) الذي صمد طويلا أمام عوامل التعرية والظروف الجوية، ناهيك عن الإهمال غير المبرر أبداً الذي لطالما قُوبل به هذا الملف، ربما على اعتبار أن برج الحمام مثلا يرمز لفترة كولونيالية وجب التخلص منها وعدم الاهتمام بها، على عكس جميع مدن العالم بأسره حيث تعد آثار الفترة الاستعمارية سببا مباشراً في إنعاش السياحة والاقتصاد، وخلق حركة ورواج اقتصاديين منقطعي النظير في المنطقة المعنية.
هنا يطرح سؤال بسيط أو قد يكون سطحيا، هل سيتم الحفاظ على الشكل التام لبرج الحمام كيف بني أول الأمر ؟ أم أنّ الأمر يتعلق فقط بترميم سطحي يهدف إلى تقوية المبنى وردع الصدعات التي به، بدل بناء برج مشابه تماما للبرج الأول بنفس الهندسة وبنفس مواد البناء وهذا طبعاً له مصاريف كبيرة أشك أنّ المجلس قد يفكر هكذا. في اعتقادي الشخصي فإن عملية الترميم ستهدف بالأساس إلى تقوية قاعة البرج وتثبيت الأحجار والمثبتات الداخلية وقاية من سقوطها ومن ثم انهيار البرج من الداخل.
نقترح أيضاً على المجلس الجماعي أن يحافظ على الشكل الخارجي للبرج لأنها ميزته الرئيسة في كل هذا، بالإضافة إلى بناء درج من الطريق السفلى المارة أمام باب الملعب صعودا نحو برج الحمام لتمكين الراغبين في أخذ صور تذكارية مع هذه المعلمة من ذلك بما في ذلك من سمعة جيدة للمدينة عموما، وأخيراً وضع بعض الكراسي ليس قريبا من البرج وإنما بعيدا نسبا فقط لإراحة المرضى والعجزة من صعود الدرج.
فيما يتعلق بالساحات الخضراء أو ما يعرف عندنا بمصطلح “الجردة” فلا شك أنها عانت طويلاً من سوء المعاملة، وأيضاً من الإهمال الرهيب، ولعل شكلها الحالي يغني عن أي تعليق ممكن، فالأرضيات مدمرة والنباتات مقتلعة ومداس عليها، مما أدى إلى فقدانها لرونقها ورائحتها العطرة، في حين أن الساحات الخضراء تحتاج لرعاية خاصة ومستمرة بالإضافة إلى أن تكون علمية، فنوعية النبات وشكلها ونموها وتوقيت سقيها، كل هذه معطيات وجب الأخذ بها من أجل تحديد نوعية التعامل مع هذه المخلوقات، ثم حراستها من دهس المشائين الذين يحتاطون جدا وهم يمشون داخل منازلهم مخافة لمس شيء مميز أو توسيخ معبر نقي، لكن حين يتعلق الأمر بحديقة عمومية وبفضاء عمومي فالأمر يختلف تماما فلا عيب هنا أن ألقي علبة عصير شربتها للتو فوق النباتات التي لا تستطيع الدفاع عن عن نفسها للأسف، ليجب بعد ذلك إرسال عمال نظافة ليرجعوا الحديقة نقية كما كانت.
أما ساحة البريد فلقد عبرنا مرارا عن استغرابنا لعدم تشييد رمز للمدينة هناك كأي مدينة مغربية أخرى، ففي بركان مثلا نجد البرتقالة وفي سطات نجد الفرس وفي إفران نجد الأسد والأمثلة طويلة عريضة، لكن الزائر المار من زايو وهو يشاهد وسط المدينة يتعجب كثيرا “أهذه مدينة ؟ هل هذا هو وسط المدينة ؟” لتكون الإجابة نعم يا صديقي هذا وسط مدينة زايو، عبارة عن أصغر ملتقى طرقي في العالم وساحة واسعة يمكن استغلالها بسهولة كبيرة من أجل بناء معلمة كبيرة أو حتى نافورة مياه مبهجة بل ويمكن لها أن تكون ساحة فنية شعبية كما صارت عليه ساحة باب سيدي عبد الوهاب بوجدة، إذا ما كان البناء مكلفا لهذه الدرجة، وعلى فكرة، هذا الموضوع بالذات كان يناقش منذ مدة طويلة جدا داخل المجلس لكن بقي حبيس الرفوف كل هذه المدة، لذا كم نتمنى أن تكون النهاية سعيدة.
مشاريع صغيرة جدا بالمقارنة مع قيمة المدينة
مقال واقعي فمعظم المشاريع التي تقام في زايو تاريخيا لم تؤت أكلها بتاتا بل تحولت لأشياء أخرى بأغراض أخرى، أتمنى ألا يكون الأمر كذلك بالنسبة لهذه المشاريع فنحن سنشعر بالفخر حينما نرى مدينتنا جميلة تجلب الزوار الذواقين.
لا مشاريع لا والو فهاد زايو مدينة منكوبة وحتى الشاريع التي تنفذ تنتهي بمأساة وكوارث، على أية حال الساكنة هي المسؤولة الأولى عن هذا الوضع الكارثي بسبب اختياراتهم اللامعقولي.
يجب تغيير العقليات القديمة التي تنتج أفكارا قديمة أكل عليها الدهر وشرب، فكروا في مشاريع واقعية وذات مردوديت على المدينة ونفذوها بالشكل اللائق والملائم للمعايير التقنية والجمالية، إنها حقيقة مؤلمة ولكن مدينة زايو صارت أقل مدن الجهة الشرقية نموا وجمالية وجذبا للزوار ولرؤوس الأموال، الكل خائف من وضعية هذه المدينة الغارقة في مشاكل عقارية لا نهاية لها.
ما حد داك صاحبونا شاد ديك البلدية والله يا زايو حمارو لا طلع العقبة
فليصفوا الوضعية العقارية للمدينة وبعد ذلك يمكن الحديث عن مشاريع للتنمية