زايوسيتي
خصص الملك محمد السادس، خطابه أمام أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، إلى فاجعة زلزال الحوز الذي ضرب المملكة قبل أكثر من شهر، مشيدا بقيم التضامن التي عبر عنها المغاربة في مواجهة هذه الكارثة، موجها الشكر أيضا للدول التي دعمت المغرب.
وقال الملك “لقد كان المصاب عظيما والألم شديدا ومسنا جميعا، ملكا وشعبا، من طنجة إلى الكويرة ومن شرق البلاد إلى غربها”، وأضاف “إذا كان الزلزال يخلف الدمار، فإن إرادتنا هي البناء وإعادة الإعمار، لذا نشدد على ضرورة مواصلة تقديم المساعدة للأسر المنكوبة والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة وتوفير الخدمات الأساسية”.
وأورد العاهل المغربي “رغم هول الفاجعة، فإن ما يخفف من مشاعر الألم ويبعث على الاعتزاز، ما أبانت عنه فعاليات المجتمع المدني وعموم المغاربة داخل الوطن وخارجه من مظاهر التكافل الصادق والتضامن التلقائي مع إخوانهم المنكوبين”، مشيدا “بتضحيات القوات المسلحة الملكية ومختلف القوات الأمنية والقطاعات الحكومية والإدارة الترابية لمساعدة وإنقاذ المنكوبين”.
ووجه الملك شكره للدول التي عبرت عن تضامنها مع الشعب المغربي ووقفت إلى جانب المغرب في هذا الظرف الأليم، مبرزا أن الفاجعة أظهرت انتصار القيم المغربية الأصيلة التي مكنت المملكة من تجاوز المحن والأزمات والتي “تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما على مواصلة مسارنا بكل ثقة وتفاؤل”، واصفا إياها بـ”القيم النبيلة التي تسري في عروقنا جميعا”، و”الركيزة الأساسية لوحدة وتماسك المجتمع المغربي”.
وذكر العاهل المغربي، في هذا السياق، بالقيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة، التي رسخها دستور المملكة، ويتعلق الأمر أولا بالقيم الدينية والروحية، وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي القائم على إمارة المؤمنين الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخر والتسامح والتعايش بين مختلف الديانات والحضارات”.
وثاني هذه القيم هي القيم الوطنية التي أسست للأمة المغربية، والقائمة على الملكية التي تحظى بإجماع المغاربة، والتي وحدت بين كل مكونات الشعب المغربي، وعمادها، وفق الملك، التلاحم القوي والبيعة المتبادلة بين العرش والشعب، كما يعد حب الوطن والإجماع حول الوحدة الوطنية والترابية من توابث المغرب العريقة التي توحد المغاربة.
وفي المقام الثالث، وفق الخطاب الملكي، تأتي قيم التضامن والتماسك الاجتماعي بين الفئات والأجيال والجهات، التي جعلت المجتمع المغربي كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، ودعا الملك إلى مواصلة التشبث بهذه القيم اعتبارا لدورها في ترسيخ وتحصين الكرامة الإنسانية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وخاصة في ظل ما يعرفه العالم اليوم من تغيرات عميقة ومتسارعة أدت إلى تراجع ملحوظ في منظومة القيم والمرجعيات والتخلي عنها أحيانا.