وصلت فضيحة غرق مطار وجدة أنجاد بمياه التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة نهاية الأسبوع المنصرم إلى قبة البرلمان.
و وجهت النائبة البرلمانية فريدة خنيتي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل حول واقعة غمر مطار وجدة بمياه الأمطار، تطالبه فيه بـ”ربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وقالت خنيتي في سؤالها الكتابي، إنه “في الوقت الذي تبذل فيه بلادُنا، منذ سنواتٍ، مجهوداتٍ جبارة من أجل الارتقاء بالبنيات التحتية لفائدة المواطنات والمواطنين من جهة، ولأجل جعل المغرب وجهة سياحية وقِبلة لاستضافة الملتقيات الدولية الكبرى الرياضية وغيرها”،”في هذا الوقت”، تورد المتحدثة، “تَظهرُ بعضُ الوقائع التي تخدش صورة بلادنا وبنياتها التحتية، كما حدث مؤخراً في مطار وجدة أنجاد الذي غمرته مياهٌ كثيفة وتَحَوَّلَ إلى ما يُشبه بركة مائية، على إثر التساقطات المطرية التي شهدتها عددٌ من مناطق جهة الشرق”.
و أضاف السؤال أن “هذه الواقعة التي تسببت في استياءٍ عارم للمسافرين، مستعملي المطار المذكور، ومن بينهم أبناء الجالية المغربية وسياح أجانب، وذلك جراء المشاكل التي تعرضوا إليها، وأمتعتهم ومصالحهم، ومن جراء تأخر بعض الرحلات، وهو الأمر الذي تَمَّ تناقله على نطاقٍ واسع في وسائل إعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي”.
واشارت إلى أن “هناك تدخلا من أجل تجفيف المياه التي غمرت المطار ومنشآته ومرافقه، ولم يكن هناك إلغاء للرحلات، ولم يتم إغلاق المحطة الجوية، وهذه أمور علاجية إيجابية نسجلها، لكن هذا لا يمنع من المساءلة عن المسؤولية التقصيرية التي أدت إلى هذه النازلة المسيئة لصورة بلادنا”.
وشددت على أن ذلك “لا يمنع من طرح المخاوف من تكرار نفس السيناريو مع هطول أية أمطار لا سيما ونحن على مشارف فصليْ الخريف والشتاء، وذلك مع العلم أنَّ منشأةً حيويةً من حجم مطار من المفترض أنها لا يمكن أن تُبنى دون تصاميم ومواد وتراخيص وميزانيات تُوفِّـــرُ المعايير التقنية والتعميرية والمعمارية التي تجعلها في منأى عن التعرض لمثل هذه المظاهر”.
وطالبت البرلمانية من الوزير الكشف عن “الإجراءات التي اتخذها، أو سيتخذها، من أجل معرفة أسباب ما حصل لمطار وجدة أنجاد، بأفق ترتيب المسؤوليات، والتدابير المتخذة من أجل تفادي تكرار الحادث في هذا المطار المذكور وباقي المطارات الأخرى”.
يأتي هذا بعدما فضحت التساقطات المطرية يوم السبت المنصرم عدم توفر المطار المذكور على بنيات كفيلة باستيعاب الأمطار الغزيرة، ما جعل تحرك المسافرين داخل أجنحة المطار صعبا للغاية مع تسجيل ضياع العديد من الأمتعة، بحسب مصدر محلي.
وأظهرت مقاطع فيديو متفرقة اضطرار سياح إلى الانتظار وهم حفاة من أجل التحرك في أروقة المطار، في مشهد يوحي وكأن الأمر يتعلق بمحطة حافلات مهمشة بإحدى الدواوير البعيدة.
وعاشت مدن بركان و السعيدية الساحلية، يوم السبت، على وقع حالة استنفار، بعدما تسببت أمطار طوفانية في إغراق عدد من شوارع المدينتين، وخصوصا كورنيش السعيدية، مما تسبب في تعطيل حركة الـــمرور.
يذكر أن عددا من المدن المغربية شهدت تساقطات مطرية و زخات رعدية مهمة، إلا أنها لم تغرق المدن كما حدث بوجدة و بركان.