ناشدت والدة أحد ضحايا القتل بالرصاص على يد البحرية الجزائرية الثلاثاء الماضي، الملك محمد السادس من أجل التدخل واستعادة جثمان ابنها.
وقالت الأم المكلومة في شريط فيديو، “فراقو كواني وما كنت ناوية على هدشي”. وتابعت مخاطبة الملك “راك بانا وتاج فوق راسنا رجعلي حق ولدي لي مشا وخلالني رجعلي عبد العالي”.
وتابعت المتحدثة وهي ترتدي اللباس الأبيض حزنا على وفاة ابنها “الله يعطيك صحيحة جديدة والله يغلبك على العديان، رجعلي ولدي ندفنو حدايا وتطفا هاذ النار لي فقلبي”.
وأطلقت البــحرية الجزائرية الرصاص، مساء الثلاثاء 29 غشت الجاري، على 4 مغاربة شباب يحملون الجنسية الفرنسية، كانوا على متن دراجات مائية (جيت سكي) في شاطئ السعيدية بوجدة. بعدما تجاوزوا -دون قصد- بأمتار قليلة المياه الإقليمية للجزائر، ليجدوا أنفسهم أمام سيل من الرصاص، حيث توفي اثنان منهما على الفور، فيما تم اعتقال آخر من طرف السلطات الجزائرية، بينما تمكن الشاب الرابع من النجاة.
وكانت مياه البحر قد لفظت جثة نحو شاطئ السعيدية وتعود للشاب بلال قسي، الذي تم تشييع جثمانه الثرى، يوم أمس الجمعة 31 غشت 2023 في جنازة مهيبة، بعدما تم إخضاعها للتشريح الطبي بناء على توصيات من النيابة العامة المختصة، فيما لا تزال جثة الشاب الثاني مفقودة ويرجح أن أمواج البحر لفظتها في اتجاه شاطئ الجزائر المتاخم للسعيدية.
وأثارت حادثة القتل الأليمة غضبًا عارمًا على منصات التواصل الاجتماعي. حيث عبر النشطاء عن استنكارهم الشديد لبشاعة المشاهد التي وثقت لحظة انتشال جثة أحد الضحايا.
واستنكر المحامي والحقوقي، الحبيب حاجي، مقتل الشابين الذين يحملان الجنسية الفرنسية، مشددا في تصريح لآشكاين على أن الدولة المغربية يجب ألا تسكت عن هذه الجريمة دوليا حتى لا تتمادى الجزائر في مزيد من الكوارث الانسانية، وذلك باللجوء إلى المحاكم الدولية.
وفي أول تعليق رسمي على الواقعة، صرح مصطفى بايتاس، الناطق باسم الحكومة، أمس الخميس، بالندوة الصحفية التي تعقب المجلس الحكومي، أن الموضوع يبقى من اختصاص القضاء، دون أن يتطرق لأي تفاصيل أو يترحم على الضحايا ويعزي أهاليهما.
ومن جانبها، دخلت فرنسا على الخط، وأكدت اليوم الجمعة وفاة مغربي- فرنسي و”احتجاز آخر في الجزائر في حادث يشمل عددا من مواطنينا”، مبرزة من خلال وزارة الخارجية الفرنسية وفاة مواطن واحد، من غير أن توضح ظروف وفاته.
وأوردت في بيان أن “مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية وسفارتي فرنسا في المغرب و الجزائر على تواصل وثيق مع عائلات مواطنينا التي نقدم لها دعمنا الكامل”.