سعيد قدوري
يعـد القطاع السياحي فـي المغرب أحد المحركات الرئيسـية للتنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر، باعتباره من بين القطاعات ذات الأولوية فـي الاقتصاد الوطني، غير أنه مازال غير مستغل بما يكفي. والنموذج الذي نعرضه عليكم اليوم هو حامة مولاي علي بأولاد ستوت، قرب زايو.
ومن أجل استغلال الثروات التي يزخر بها الوسط القروي بشكل أفضل، تسعى “زايوسيتي.نت” إلى تسليط الضوء على السياحة الإيكولوجية بحامة مولاي علي كنموذج قروي في إقليم الناظور.
تزخر مولاي علي بمؤهلات تحفز على تأسيس سياحة إيكولوجية بالمنطقة، لكن إلى حد الآن يصعب الحديث عن ذلك، في وقت لا يحضر فيه هذا الموضوع في نقاشات وكالات الأسفار والمرشدين السياحيين، ما ينعكس سلبا على وضعية السكان الذين يعيشون في الدواوير المجاورة للحامة، ولا يساعدهم على تجاوز الهشاشة والفقر المدقع.
ولنجاح السياحة الإيكولوجية شروط يجب الأخذ بها من طرف الزبون، الذي عليه أن يكون في مستوى معين من الوعي والأخلاق، لوجود ميثاق شرف ينص على عدم إلحاق الأذى بالبيئة الطبيعية للمنطقة، كفضاء إيكولوجي هام.
على زائر هذه الحامة التي تضم مظاهر طبيعية، تشكل رأسمالا للسياحة القروية، محاربة التلوث، وتجنب تبذير الماء، واحترام إنسانها من خلال احترام تقاليده.
وقد بات من الضروري إحداث مدارات سياحية داخل هذه المنطقة من أجل تثمين الغنى الإيكولوجي لمولاي علي، والتأسيس لزيارات منظمة للموقع.
وتزخر الحامة بالتنوع الحيوي، بوجود نباتات عدة ونهر وعيون مائية عالية الصبيب وغيرها من الموارد الطبيعية، ما يقتضي التحلي بروح المسؤولية في الحفاظ على البيئة وعدم الإضرار أو المساس بها، بهدف الاستمتاع والاكتشاف والمغامرة، لجعلها تساهم في زيادة الدخل المحلي.
وتستطيع جماعة أولاد ستوت أن تساهم في تنمية الموقع، لأنها تتوفر على مؤهلات كبيرة لإنجاح تنمية السياحة الإيكولوجية وفق إستراتيجية ستضاعف المداخيل وتحافظ على التنوع البيئي؛ وهذا الهدف يحتاج إلى العمل بشكل جماعي والتعاون مع باقي المتدخلين، للتشجيع على الاستثمار بمنطقة فتية.
ويُجمع المهتمون على أن تحقيق تنمية فعالة وشاملة يفرض العناية بعدة مجالات، من قبيل سياحة العلاج بالمياه المعدنية بحامة مولاي علي، وتشجيع الاستثمار، وتنظيم معارض للصناعة التقليدية، ودعم الاقتصاد التضامني، عبر تشجيع تأسيس التعاونيات.
وتعمل جماعة أولاد ستوت على دعم البنيات التحتية عبر إنشاء مسالك مؤدية إلى أهم النقط السياحية بالحامة ومحيطها. كما سبق لذات الجماعة أن أنشأت طريقا يربط الحامة بمدينة زايو عبر الطريق الوطنية رقم 02.
لقد بات من الضروري إدراج حامة مولاي علي، على نهر ملوية، ضمن الخريطة السياحية الوطنية بهدف المساهمة في التنمية المحلية، وبلورة رؤية سياحية مستقبلية للمنطقة، من خلال وضع خطة عمل متكاملة.