ندّد الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، بسقوط قتلى مدنيين في غزة باعتباره أمراً “غير مقبول”، مطالباً “بوقف (ذلك) على الفور”، حاثاً جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، حسبما نقل فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة.
وقال حق إن “على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وضمن ذلك الاستخدام المتناسب للقوة وأخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي إصابة المدنيين والأهداف المدنية أثناء تنفيذ عمليات عسكرية”.
ومنذ فجر الثلاثاء 9 مايو، شنّت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على غزة، أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينياً بينهم 3 من قيادات “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي”، فضلاً عن مدنيين بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى 64 إصابة، بحسب وزارة الصحة في القطاع المحاصَر.
في المقابل، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، عن تنفيذ عملية “ثأر الأحرار” التي تمثلت بإطلاق عشرات الصواريخ ضد مواقع وأهداف، ابتداء من غلاف غزة حتى تل أبيب، بحسب مواقع محلية.
اجتماع طارئ للجامعة العربية:
من جانب آخر، دعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، إلى “تحرك دولي” ضد “التصعيد الإسرائيلي”، في الأراضي الفلسطينية، بحسب بيان للجامعة، داعياً في ختام اجتماع طارئ برئاسة مصر، إلى بحث “العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني”.
وأدان الاجتماع العربي “العدوان والحصار والجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني (..) ومن ضمنها الغارات العدوانية الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة”.
وعبّر عن “دعم صمود الشعب الفلسطيني إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد عليه، وحقه المشروع في الدفاع عن النفس”.
فيما طالب الاجتماع العربي مجلس الأمن الدولي بـ”تحمّل مسؤولياته، وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال؛ لوقف عدوانها وحصارها المفروض على الشعب الفلسطيني”.
وحث الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على “تطبيق خيارات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين”، كما حث “المحكمة الجنائية الدولية على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل”.
كما طالب الاجتماع “المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح للجنة تقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في 21 مايو 2021، بالدخول إلى أرض فلسطين المحتلة لممارسة ولايتها بشأن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية”.
جهود وساطة:
من جانب آخر، ثمن الاجتماع “الجهود المصرية والأردنية والعربية المستمرة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”، دون أن يقدم تفاصيل بشأنها.
والأربعاء، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ”الأناضول”، عن جهود مكثفة تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة لوقف التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة .
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، أعلنت حركة “حماس” الفلسطينية في بيان، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، تلقى اتصالات من مصر وقطر والأمم المتحدة؛ لبحث “العدوان” على قطاع غزة، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل.
أكثر من 300 صاروخ من غزة:
في المقابل، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، عن تنفيذ عملية “ثأر الأحرار” التي تمثلت بإطلاق عشرات الصواريخ ضد مواقع وأهداف ابتداء من غلاف غزة حتى تل أبيب، بحسب مواقع محلية.
في السياق، أعلن جيش الاحتلال أن الفصائل الفلسطينية أطلقت أكثر من 300 صاروخ من قطاع غزة، الأربعاء، وأوضح أن “نحو 205 صواريخ اجتازت الأراضي الإسرائيلية، بينما سقط 56 داخل قطاع غزة، وتم اعتراض 62 صاروخاً”، بحسب البيان.
أضاف البيان أن “الطيران الإسرائيلي هاجم منذ انطلاق العملية العسكرية بقطاع غزة فجر الثلاثاء 53 موقعاً ومجمعاً شمل 104 أهداف.
توسيع الوضع الخاص:
في سياق متصل، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن وزير الدفاع، يوآف غالانت، سيطلب من الحكومة توسيع الوضع الخاص في الجبهة الداخلية إلى 80 كم، بدلاً من 40 كم.
ونقلت عن مكتب الوزير قوله: “تمديد حالة الطوارئ سيسمح للجيش الإسرائيلي بوضع تعليمات خاصة للسكان، والحد من التجمعات وإغلاق المواقع في الأماكن ذات الصلة”.
وكانت الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، الثلاثاء، تعليق الدراسة وكافة الفعاليات في المناطق الواقعة حتى 40 كم من قطاع غزة.
وفي الساعات الأخيرة، اتسع مدى الصواريخ الفلسطينية لتشمل مدناً وسط إسرائيل، بينها تل أبيب، متجاوزة مستوطنات ما يسمى “غلاف غزة”.
عملية “ثأر الأحرار”:
والأربعاء، قالت “فصائل المقاومة” في بيان: “تعلن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ عملية ثأر الأحرار، التي تمثلت في توجيه ضربةٍ صاروخيةٍ كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع ومغتصبات وأهداف العدو”.
أضافت “أن الضربات ابتداءً من ما يسمى غلاف غزة وحتى تل أبيب، وذلك رداً على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس” (في إشارة إلى 3 من القادة تم اغتيالهم الثلاثاء).
ومنذ فجر الثلاثاء، نفذت طائرات إسرائيلية هجمات على القطاع أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال و4 سيدات و3 من قيادات حركة “الجهاد الإسلامي”، فيما توعّدت فصائل فلسطينية الاحتلالَ بدفع الثمن، ودعت المجتمع الدولي لإدانة إسرائيل.
على أثر الغارات الإسرائيلية، قالت “حركة الجهاد” إن “خيارات المقاومة مفتوحة” للرد على الهجوم الإسرائيلي، وقال طارق سلمي، المتحدث باسم الحركة، في بيان: “المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال”، مضيفاً: “القصف سيقابله قصف، والاعتداء سيُقابل باعتداء، وهذه الجريمة لن تمر دون رد”.