بقلم: د.وصفي بوعزاتي
أكبر إستهجان وأكبر تنكيل وأكبر تنمر تعرض له مخلوق من مخلوقات الله عز و جل هو هذا الذي يتعرض له عجول البرازيل بعد وصولها للمغرب…
غريب ما يحدث عندنا… 98 دولة بالعالم تستورد اللحم أو العجول البرازيلية ولم نسمع بكل هذا اللغط إلا عندنا … أكبر الشركات كماكدونالد وكينك بوركر وسابواي و ك.ف.ص ووولمارت ووو … كلها شركات عالمية تستهلك بالأساس اللحوم البرازيلية وقد استهلكناها عندهم بدون شك ولم نسمع مثل كل هذا الاستهجان إلا عند وصولها للمغرب.
يكفي أن تستعمل شركة JBS وما أدراك ما شركة JBS الفيتو ضدنا “وباح والله لوصل شي عجل للمغرب”.
للاستئناس لا غير، لإرجاع حالة القطيع إلى ما قبل الكوفيد يلزمنا عمل جبار في قطاع تربية الأبقار لمدة لا تقل عن خمس سنوات دون استهلاك المنتوج المحلي مع شرط أساسي وهو استيراد 200 ألف عجل كل سنة … الأمور لم تعد كما كانت سابقا ويلزمنا قبول الأمر الواقع أو الصيام عن اللحوم الحمراء إلى أجل غير قريب.
حادثة الرباط، مؤلمة جدا، العجل المسكين كان يختنق بسبب الحبل الذي كان يطوق ويخنق عنقه وكان العجل المسكين لا يقوى على التنفس ولهذا لاحظناه ينزف الدم من أنفه ويسيل اللعاب الأبيض (قلة الأوكسجين بسبب الاختناق) … وأحد الساسة لم يجد مناسبة أفضل من هذه ليفجر مكبوتاته تجاه حكومة عزيز أخنوش ويفتري على بكمة من خلق الله عز و جل … وهو يقول “الديدان الحمراء تخرج من أنفه وشكله البشع … إلخ”.
يحز في نفسي ما وصلنا إليه من انحطاط وقلة احترام تجاه حيوان لم يختر بنفسه التواجد في مكان ليس مرغوب فيه به … ويحز في نفسي أن ضميرنا ميت، نستغل كل شيء وبنية بئيسة و لم يسلم منا حتى الحيوان … إذا كان هذا هو الفعل السياسي ببلادنا فتبا للسياسة وتبا للساسة…
في جعبتي الكثير، ولكن لا الظروف ولا السياق يسمح بتقبل ما يمكن أن أقوله… حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من كان سببا.
