جمال الغازي/ ألمانيا
يلعب مغاربة العالم دورا فعالا وحيويا، يعتبر مهما ومتميزا بعدد من المجالات الحياتية. فهم يمثلون واحدة من أهم الجاليات المغاربية في الخارج خاصة في أوروبا فبجهدهم اصبح لهم امكانية القيام بادوار متالقة في تطوير البلدان التي يعيشون فيها بواسطة انخراطهم الملحوظ في العمل السياسي نتج عنه حصولهم على ثقة الناخب وبشكل متوازي لهم مواقع متقدمة في المسؤولية ضمن مؤسسات دولة الإقامة، الذين اصبحوا جزءا نابضا فيها و مواطنون صالحون يملكون جنسيتها ، وان تدرجهم اللافت في المجال العلمي والتقني…الخ زادهم تقديرا واحتراما في الاوساط النخبة المثقفة ، فمغاربة العالم في مسيرة متواصلة موفقة رغم المحن والعراقيل ، يساهمون في تطوير العلاقات الثنائية بين بلدهم الاصلي وبلدان الإقامة في كل القارات ، كل فئة منهم حسب موقعها ومكانتها .
ومن بين الأدوار التي يقوم بها مغاربة العالم:
*.التكافل الاجتماعي فهم السند الاساسي والعمود الفقري له ، لهذا فان اغلبية الساحقة من الأسر و الطبقة المعوزة تستفيد منه بطرق مباشرة او غير مباشرة.
*.تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية بين بلدانهم والبلدان التي يعيشون فيها.
*. تحسين الصورة الإعلامية للمغرب في العالم وتعزيز السياحة والاستثمار فيه.
*. التعاون مع الجالية المغربية في الخارج لدعم المشاريع الاجتماعية والتنموية في المغرب.
*. دعم التعليم والثقافة المغربية في الخارج بشتى انواعها عن طريق تأسيس مدارس ومراكز ثقافية وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وتربوية.
*. تمثيل المغرب في المؤتمرات والمناسبات الدولية والإقليمية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية الجمعوية بين الدول.
*. مساعدة الجالية المغربية في الخارج على تحسين أوضاعهم.
في المقابل شكل دستور 2011 في حينه لبنة تفاؤل لما فيه من نصوص جديدة و فصول متقدمة اشعت في اوساط مغاربة العالم الأمل لما تحتويه من مكتسبات في فصل 16 الذي يتحدث على حماية الحقوق والمصالح المشروعة لمغاربةالعالم ، فصل 17 الذي يتحدث على المواطنة الكاملة ، فصل 18 الذي يتحدث على ضمان أوسع لمغاربة العالم في مشاركة ضمن هيئات الحكامة الجيدة و المؤسسات الاستشارية، فصل 30 الذي يتحدث على حق التصويت والترشح ، واخيرا فصل 163 الذي يتحدث عن مجلس الجالية المغربية بالخارج، وإبداء آرائه حول توجهات السياسات العمومية التي تمكن المغاربة المقيمين بالخارج من تأمين الحفاظ على علاقات متينة مع هويتهم المغربية، وضمان حقوقهم وصيانة مصالحهم، وكذا المساهمة في التنمية البشرية والمستدامة في وطنهم المغرب وتقدمه.
فرغم ان جلالة الملك قرر احداث مجلس الجالية في عام 2007 ، فإن الاسراع بالقانون التنظيمي له من أجل ملاءمة مقتضيات ظهير 2007 المحدث للمجلس مع المقتضيات الجديدة التي جاء بها الدستور 2011 مع الاسف لازالت في اروقة ومكاتب الحكومة والبرلمان بين -سير او جي- ، فلا الحكومة التي ترأسها بنكيران ولا الحكومة التي ترأسها العثماني ولا الحكومة الحالية التي يتراسها اخنوش تقدمت بأي مشروع ، اللهم ما قامت به بعض الفرق البرلمانية التي تقدمت بمقترحات قانون تنظيمي لهذا المجلس:
–) فريق الأصالة والمعاصرة في عام 2013.
–)فريق الاستقلالي عام 2014
–)فريق العدالة والتنمية في عام 2017.
–) فريق الاشتراكي 2020
—) واخيرا تقدمت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية مرة اخرى به في عام 2022.
فلحد الان ليس هناك توافق ولا ارادة سياسية صارمة تلزم اخراج هذا القانون التنظيمي إلى الوجود وان كان من وجهة نظري المتواضعة لابد من إشراك مغاربة العالم بكثافة في صياغته وإعطاء لهم المجال في ابداء الرأي لأنه قانون يهم هذه الشريحة بالخصوص فمغاربة العالم فيهم من السياسيين والمثقفين ومن المفكرين من يتوفرون على قدرات هائلة في بلورة مسودة هذا القانون ، وانه من العيب حينما نلاحظ المؤسسات الحزبية تتحرك بقوة في الخارج قبل موعد الإنتخابات او بمناسبة انعقاد مؤتمراتها ولا نلمس هذه الدينامية والديناميكية في تحريك هذا الملف الذي لازال في دار غفلون !
ان مجلس الجالية بتشكيلته الحالية فقد شرعيته من مغاربة العالم لأسباب متعددة و من يشك في الأمر فلينزل الى القاع و الواقع ثم يقم بقياس الباروميتر في اوساط الجالية وسيبين له بوضوح تدني سمعة هذا المجلس إلى الحضيض، مجلس اصبح يغرد خارج السرب يتقن التطبيل الذي يغطى معظم خرجاته الإعلامية ينسى او يتناسى هموم واقراح المهاجرين المغاربة، ينتهج سياسة التملق وعام زين رغم ان مغاربة العالم مشاكلهم كثيرة وعويصة يحتاجون إلى مجلس يمثلهم حقيقة ويتبنى مواقفهم بصدق ، مجلس نريده قوة اقتراحية واستشارية بمعنى الكلمة وفي نفس الوقت قوة دفاعية تترافع على مغاربة العالم وتقيهم الصدمات و تحصن مكتسباتهم ومصالحهم و تحمي خصوصياتهم سواء في المغرب او بلد الإقامة.
مكاسب دستور 2011 التي تخص الجالية ستبقى راكدة جامدة اذا لم تجد رجال اشداء أوفياء يبثون فيها الحياة فهذا لن يتسنى الا بتمثيلية ديموقراطية شفافة يكون همها البارز الدفاع على قضايا مغاربة العالم فوق اي اعتبار.
وتبقى وجهة نظر
جمال الغازي
سبب عدم الاعتراف بالجالية في بلاد الأصي هو كثرة حبهم إلى وطنهم دون مقابل ولا رد الجميل كما يقال (القلب لا يجتمعان فيه حبان )