زايوسيتي
“سبعَ ن تحونا” وتعني سبعة دكاكين وهي محلات تجارية كانت توجد في سهل تاونڭاط على حافة نهر ملوية بقبيلة كبدانة، واسم تاونڭاط مازال يتداول لحد الآن خاصة لدى احدى فروع اولاد فسير التي سكنت السهل منذ القدم، وهذا الاسم ذكر ايضا في بعض الكتابات الفرنسية (انظر الصورة المرفقة ).
تعتبر “سبعَ نْ تحونا” مركزا تجاريا مهما لبني يزناسن وكبدانة وأهل انڭاد على السواء، بحيث ان كل هاته القبائل كانت ترتاده لإقتناء كل ماتحتاجه من مواد غذائية الاتية من مليلية، ونسيج كالقماش (الكتان) المادة التي كان يقتنيها بني موسي من قبيلة بني عتيق بكثرة.
أصحاب هذه المحلات التجارية هم: الحاج علي بن عبد الرحمان الفسيري ــ كان يمتلك دكانين ــ ومحمد الملقب ببوزليف الفسيري ــ يمتلك دكانا واحدا ـــ ، ومحمدين موسى او الحاج ـــ كان يمتلك دكانا واحدا ـــ ، والسيد امحمد الفسيري ـــ كان يمتلك دكانين ـــ ، و اعمر مخيي من دوار ابركانن بقبيلة كبدانة ـــ كان يمتلك دكانا واحدا ـــ .
هذه المنطقة التجارية تطورت وازدهرت وذاع صيتها في كامل المنطقة الشرقية، واصبحت مركزا للتسوق يستقطب أعداداً هائلة من الناس، مما ادى الى ربطه بمدينة زايو بخط النقل لتسهيل التجارة والنقل. ومن المتسوقين الذين كانوا يرتادون مركز سبع ن تحونا بعض اهالي عين الرڭادة الذين بدأوا يتعاطون للتهريب ” الترابندو” بسبب قلة العمل عند المعمرين خلال الحرب العالمية الثانية، وفي هذا السياق يقول الاستاذ عبد الله الزغلي في كتابه “عين الرڭادة القصبة والتأسيس” الصفحة 125 مايلي:
” حدثني والدي قال: ” كنا ننطلق من الرڭادة مشيا على الاقدام، ونمر شمال، او جنوب ابركان، في اتجاه وادي ملوية، مخترقين اراضي شراعة، ونعبر الى الضفة الغربية من الوادي، نتسوق من “سبع احوانت”، وبعد حزم السلعة على الظهر، نقفل راجعين…” ، ويضيف ايضا في الصفحة 126 من نفس الكتاب: ” كانت المواد المهربة ــــ وهي عبارة عن شاي وقهوة وقماش ولوز ـــ من ” سبع احوانت ” متنوعة، وظروف نقلها الى نقط بيعها صعبة وشاقة، تبتدئ من قطع نهر ملوية، الذي يجب ان يتم ليلا، ومعرفة نقط تواجد العسس، التي تتغير باستمرار، وشراء الطريق اي دفع الرشاوي للعسس كيفما كان نوعهم وفي اي مكان، يتحدث مهربو عين الرڭادة عن شخص معروف يومها ” بسبع احوانت ” اسمه “اطجيو” يعمل بالمخزن الاسباني، كان يتقاضى عن كل مهرب ما قدره عشرة دورو، او يكون مصيره ” ڭارمة” مركز حراسي اسباني.
لم يبق من سبع احوانت الا الاطلال ، اطلال تحمل بين طياتها ذكريات وملامح الكفاح من اجل توفير لقمة العيش في تلك الفترة العصيبة.
رحم الله أجدادنا
رحم الله اجدادنا فعلا التاريخ لن يموت. اتمنى هذه المنطقة تحيى من جديد. وتعمر. منطقة جميلة على ضفاف نهر ملوخية.وتصبح مدينة لما لا ان شاء الله