زايو سيتي
قبل أزيد من 20 سنة، كان ربيع مدينة زايو لا يكتمل جماله إلا بفاكهة “ساسنو”، التي كان الباعة يجلبونها من الجبال المحيطة بالمدينة، وسط إقبال كبير من المواطنين.
كانت تجارة ساسنو موسمية، حيث ينشط مجموعة من الشبان في جلبها من الجبال وبيعها بباب سوق زايو، فهي التي كانت تدر دريهمات يقضي بها الباعة حاجاتهم.
هذه الشجرة البرية كانت تنتشر بجبل سيدي عثمان وجبال جماعة أولاد داود الزخانين، لتميز هذه الجبال بالاعتدال والدفء، وهو المناخ الذي يسمح بانتشار هذه الفاكهة.
لساسنو مزايا جمالية وبيئية، تنمو بشكل مستقل عن باقي الأشجار، ويطلق عليها اسم الشجرة المعتدلة، وتتفرد بسلوكها البيئي الذي يصنف من أشجار الغابات المثمرة والتي تكون ثمارها صغيرة الحجم ولا تستثمر في الزراعة.
تتميز هذه الفاكهة بخصائص علاجية مختلفة الأنواع يستخدمها العديد من الناس لعلاج بعض الأمراض، فهي مطهرة للمسالك البولية، ومضادة للإسهال، كما أنها مفيدة للدورة الدموية، بجانب علاجها لأعراض البرد، مع قدرتها على تفتيح بقع الجلد.
لم نعد اليوم بزايو نشاهد فاكهة ساسنو، فالكمية المنتجة بمحيط المدينة لا تكفي حتى لسد رغبة أهالي هذه المناطق في تذوقها.
ندرة إنتاج ساسنو ساهمت فيها عدة عوامل، لعل أبرزها؛ زحف الإسمنت على مساحات واسعة من المناطق التي كانت تنتشر فيها، بجانب الرعي الجائر الذي أتى على مساحة واسعة من شجر ساسنو.
لا زالت بعض الجبال المجاورة تنتج هذه الفاكهة، خاصة جبال تافوغالت وجبال بني شيكر، لذلك يقتصر تسويقها على مدن مجاورة لهذه الحبال، مثل بركان والناظور.